mardi 7 août 2012

سيدي الرئيس نحن لم نتقدم إلا في السن









بقلم الدد ولد الشيخ إبراهيم/dedda04@yahoo.es

بمناسبة "ليلة بدر" قررت الدخول في جلسة مغلقة مع ذاتي على قارعة طريق "المقاومة" في ضاحية من ضواحي العاصمة الموريتانية في تلك الليلة الهادئة، كان قراري مفاجئا لكل رفاقي الذين رفضوا الحضور معي لشرب كأس من الشاي و مشاركتي الاستمتاع بهدوء 
سلِمت سماؤه من الاستغلال في حين عجزت قطعه الأرضية عن فعل ذلك رغم أنهم أسموها المقاومة.

جميع رفاقي فضلوا التسمر خلف وسائلنا التي تم استغلالها بكل وقاحة لخدمة الدكتاتور و حاشيته البراقة: من تلفزة و إذاعة و أموال و مساحيق تجميل... لكني فضلت الهروب كما يحلوا للبعض تسميته خوفا من مواجهة الحقيقة الدامغة لتطوير البلد و بحبوحة العيش التي ننعم به في سباتنا أو رغبة -ربما- في الحصول على خلاصة سارة أتناولها قبل السحور... إلا أن اتصالا هاتفيا أعادني على جناح السرعة عندما علمت أن بعض الشباب سيرفعون لافتات الرحيل في وجه الظلام، لأغوص في التلفاز و آخر ما فكرت فيه هو انقطاع الكهرباء و الذي لم يحدث في أي حي من أحياء عاصمتنا تلك الليلة... أول ما لفت انتباهي هي ببغاء الربط التي كانت تردد بأنه لقاء مباشر بدون رتوش و لا سياج... لكنها لم تذكر - من باب الموضوعية في نقل الوقائع- تلك المليشيات المسلحة و التي كانت تتبجح بين المدنيين الذين جلبوا من العاصمة للتمتع بلوحة المخرج سيساغو و وزير إعلامنا المتأثر بخطابات الرئيس حد البكاء.

برافووو سيدي الرئيس استطعتم من خلال الاتصال الهوليودي القادم من الولايات المتحدة الأمريكية في مسرحية تخليد "بدر" أن تجدوا ممجدا من أهلها يشيد بالتطور في مجال الانكولوجيا و مشتقاتها و لكن المتصل و الذي شفي شفاء تاما و الحمد لله هناك في الولايات المتحدة الأمريكية من مرض السرطان –كما يقول- لم يخبرنا لماذا سافر إذن للعلاج هناك مادمنا هنا نضاهيهم في التقدم في مجال مكافحة الأمراض السرطانية و نمتلك أعتى الأجهزة بفضل توجيهات فخامته "النيرة"!... سيدي الرئيس لم يزدنا خطابكم إلا إحباطا و تشبثا بالدعوة لترحيلكم، لسبب بسيط و هو أن اقتصادنا الذي تتبجحون بتقدمه لم يجعل سعر اللحم في بيوتنا يكون موحدا على الطريقة المالكية أو مختلفا على الطريقة الشافعية. و للتذكير فقط سيدي الرئيس نحن لا نستورد اللحم من الخارج و لا علاقة للخارج بتحديد أسعاره فلا تلعبوا بعقولنا.

سيدي الرئيس متى ستدركون بأن من بين مستمعيكم عقلاء!

كيف تقولون بأنكم قلصتم فوائد البنوك المحلية من 14% الي 2.54% و تقولون إن أرباحهم تضاعفت آلاف المرات من 243 مليون الي 66 مليار... ما هذا التناقض والتلاعب بعقولنا سيدي الرئيس!!! ألا تدركون بأن هناك فرق كبيــــــــر بين الإشعار أو الإخطار و بين أخذ ترخيص للاحتجاجات أو للمطالبة بالحقوق و الذي تم تعديله في القانون الجديد!

يقول إميل زولا "إن أخرست الحقيقة ودفنتها تحت الأرض فسوف تنمو وتُنبت".. كنت أتمنى منكم سيدي الرئيس أن لا تذكروا الأمن لأهل آدرار لأن موريتانيا كما تعلمون تحتل المرتبة الـ 125 عالميا في قائمة الدول الأكثر أمنًا وسلامًا في العالم لسنة 2012،وذلك بحسب تصنيف عالمي صادر عن معهد الاقتصاد والسلام الأميركي(IEP) و هو ما أصاب ولاية آدرار بشلل اقتصادي عارم يشهد عليه كل ركن من أركانها ... سيدي الرئيس أنتم تعلمون و نعلم جيدا أن موريتانيا تحتل مرتبة متأخرة عالميا وعربيا في مؤشر جودة الحياة كما صرحت بذلك مجلة "أنترناشيونال ليفينغ" الأيرلندية المختصة في تقريرها السنوي العام الماضي. وكما أكد تقرير "ممارسة أنشطة الأعمال في العالم العربي" لسنة 2012 أن موريتانيا تحتل المرتبة 159.

سيدي الرئيس لقد جعلتنا سياستكم نتحول إلى خيرة زبائن السلاح الفرنسي حيث احتلت بلادنا المرتبة الخامسة إفريقيا من ناحية استيراد السلاح الفرنسي و الذي بلغ 18 مليون يورو عام 2010. و قد أقررتم في السهرة الكرنفالية بأطار أن كل التقليص و الترشيد كان لصالح المؤسسة العسكرية و أكدتم بأن الأولوية للأمن... أرجوا أن يعلم وزراؤنا و إعلاميونا و منافقونا بذلك و يتوقفوا عن ترديد التضليل (فالأولوية ليست للفقراء).

سيدي الرئيس نحن نعلم -للانصاف- أنكم قلصتم حجم تبذير ميزانية الدولة، فلم يعد لعمال الدولة مساكن على حساب الدولة و لا هواتف و لا سيارات... لكن ذلك لم ينعكس على حياة مواطنينا و لم يقنع شبابا شاءت دولتهم أن تدرسهم العلوم الإنسانية لترمي بهم على قارعة الطريق لتخسر بذلك كل المليارات التي أنفقتها في تعليمهم و ليخسروا هم سنوات من أعمارهم و معلوماتهم... كما أن ضبابية الأهداف التنموية –حتى لا أقول غيابها- يزرع اليأس في نفوسنا يقول روبرتشولر: ليست الأهداف ضرورية لتحفيزنا فحسب،بل هي أساسية فعلا ًلبقائنا على قيد الحياة... و هذا ما تفتقدونه في سياساتكم و تسييركم الأحادي... عفوا سيدي فأنتم لا تفهمون معنى "التسيير الأحادي" لكني أنصحكم بالنظر في المرآة كي تعلموا مدلولات تلك الكلمة السحرية و التي تثير غضب الديمقراطيين أينما ثقفوا.

سيدي الرئيس أنصحكم بقراءة تقرير نقيب المحامين لهذا العام 2012 كي تضطلعوا على الحالة الحقوقية للبلد فدماء المحتجين خير شاهد على وجود القمع، كما أنه كان عليكم مقارنة اتفاقية الصيد ذات صلاحيات السنتين باتفاقية الصيد الصينية و ستشكل وصمة عار في جبين حكمكم، كما كان عليكم التطرق لمشاكل قرابة 300 بحار تم التخلي عنهم بعد الاتفاقية الجديدة و الذين تم الاستغناء عنهم.

أما أنت يا بيجل فكنت الخاسر الأوحد بظهورك وحيدا بين فيلق المنافقين و حاولت جاهدا الرد على تلميحات الرئيس و التي كان بإمكانك اختصارها في جملتين: سيدي الرئيس نحن لم نتقدم إلا في السن.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire