dimanche 10 mai 2015

فيديو من احتفالات أنصار حركة إيرا، بمناسبة إطلاق سراح حننه ولد أمبيرك أحد أعضائها.

أنصار حركة إيرا يحتفلون عند باب السجن المدني بالعاصمة نواكشوط، إحتفالا باطلاق سراح أحد أعضاء الحركة المناهضة للرق في موريتانيا، ويسمى حننه ولد أمبيريك.



موريتانيا: ردود الفعل على بركان الكشف عن الانتهاكات التي طالت الصحافة.

بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 مايو. أصدرت مجموعة من الشباب الموريتانيين بيان تحدثوا فيه عن ما شهده العام الماضي 2014، من انتهاكات لحرية الصحافة في موريتانيا.
البيان تم نشره في عدة مواقع إخبارية موريتانية مستقلة منها على سبيل المثال للحصر: صحراء ميديا التي قامت بتلخيصه تحت عنوان: موريتانيا: صحفيون شباب يتحدثون عن "انتهاكات". كما تم نشر البيان في موقع أخبار الناس، وموقع أنتالفة غيرهم.
أما خارجيا فقد تم نشر البيان في صحيفة القدس العربي تحت عنوان: الحزب الموريتاني الحاكم تحدث عن إنجازات وتوقف الناشرون الصحافيون الشباب عند الانتهاكات. ونشر أيضا في العربي الجديد وغيرهما.
البيان قوبل بالتجاهل من قبل الصحافة المحسوبة على النظام، وكذلك الصحافة التابعة للتيار الإسلامي والتي يسعى جناحها السياسي إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه توتير العلاقة مع النظام الحالي. والذي يعقد حلفا دوليا مع كل من مصر والسعودية ضد تيار الإخوان، والذي تتبع له تلك المواقع الصحفية.
ومن أبرز ردود الفعل الغاضبة من البيان فكانت على يد السيد عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر ورئيس تحرير صحيفة "الأقصى"، وتمثلت في مقال تحت عنوان: موريتانيا والتعايش الهش والذي انتقد فيه بيان مبادرة الشباب متهما إياه بالجهوي لكونه لم يذكر الاعتداء الذي يقول الكاتب إنه تعرض له. كما احتوى المقال على قدر كبير من النقد الحاد لأطر اترارزة.
نذكر أن موريتانيا حافظت على المركز الأول لحرية الإعلام لسنوات ثلاث، بحسب تصنيفات مراسلون بلا حدود. رغم بعض الإعتداءات التي تم بثها مباشرة أمام الكاميرات، ومنها: إغلاق مدير الإذاعة الموريتانية فم أحد المتدخلين لمنعه من انتقاد حرية الإعلام. وفضيحة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، عندما أمر بقطع البث المباشر ليأمر بطرد الصحفي أحمد وديعة رئيس صحيفة السراج، من مؤتمره الصحفي.
المدير العام لإذاعة موريتانيا محمد الشيخ ولد سيد محمد وهو يعتدي جسدياً على ناشط سياسي


mardi 17 septembre 2013

دموع مديري الكهل


تعرضت للظلم خلال مسيرتي التعليمية مرتين: الأولى من مدير مدرستي، الذي ضربني ضربا مبرحا ظلما، -رغم أني كنت مهذبا وخجولا جدا- لأنني رفضت الفرار أمامه عندما طردني ومجموعة من التلاميذ من ساحة المدرسة عندما كنا نلعب في القسم بعد غياب معلمتنا، حيث كنا آخر المتبقين فيه، وكنت الوحيد الذي قرر أن يخرج من الساحة بخطى متأنية، وليس ركضا وفرحا بغياب المعلمة كما يفعل كل الأطفال... فما كان من المدير حينها وهو يصرخ ويزبد خلفي إلا أن ناداني وأدخلني في مكتبه وأشبعني ضربا، لأنني لم أهرب أمامه بعدما طردنا من القسم، كما قام بامساكي وجري من أذني، موجها لي كل ما في جعبته من الشتائم بصوت مرتفع، كما لو أنه يريد أن يشهد زملائي الذين جعلهم الفضول يطلون علينا من فوق جدار المدرسة على جبروته، وعندما أخرجني من المكتب رفضت الفرار مرة أخرى، فقام بإعادة استدعائي وضربي مرة أخرى وبشكل أكثر قوة، وعند إخراجي رفضت الامتثال له للمرة الثالثة، فأعاد الكرة معي ثلاث مرارة وفي كل مرة كنت أرفض الفرار حتى تعب ومل فخرجت ومع أن دموعي كانت تنهمر، والشهيق يخنقني... إلا أني تحاملت ورفضت أن يسمع أحد بكائي لأن ذلك بالنسبة لي كان يعني الهزيمة أمام إرادة مدير ظالم، كما جعل أغلب المسيطرين على الساحة -من التلاميذ- يتفادون الاعتراض لي بعد أن شاع خبر عجز المدير أمام إجباري على الفرار أمامه...

عدت إلى المنزل وأخفيت القصة عن والدتي، ودارت الأيام وافترقنا... وبعد 26 سنة من فراقنا وأثناء عملي في إطار "تسجيل موظفي ووكلاء الدولة" -حينها- سمعت مشاجرة قوية عند باب مكتبي. خرجت لأتبين الأمر، فإذا به نفس المدير وقد تغيرت ملامحه واشتعل رأسه شيبا وازدادت نظاراته دكانة، وأرغم الدهر قوامه على الركوع... وهو يتشاجر مع أحد الأساتذة في طابورهم الطويل من أجل أن يدخلوا علي في المكتب...
أصارحكم القوم لقد كان الشيطان حاضرا، حيث جعل الذكريات الأليمة تقفز إلى ذهني، ووقع كلماته لازال صداها في أذني عصي على الزمن...
كنت أسجل معلوماته وأقوم بتصويره وأسألته عن عدد زيجاته...وأقول في نفسي، آه يا دنيا! كيف حولت حضرة المدير من طاغية يرتعش الجميع منه، إلى عجوز مقوس الظهر كث الشيب يحتاج إلى من يأخذ بيده كي يعرف أين هو الباب! أف عليك يا زمن كيف جعلت من مديري الذي كان يدخل علينا بعبارته المشهورة: "دعوني أسمع صوت الذباب" فلا تسمع بعدها إلا صوت الذباب أو معلمتنا المرتبكة!
كنت مترددا كيف يمكنني أن أفتح معه الموضوع، فمن جهة أريد أن أسأله لماذا فعل بي حينها ما فعل، وكيف طاوعته نفسه أن يضرب طفلا في التاسعة من عمره بتلك الوحشية، لا لشيء سوى أنه تربى على يد أب حنون كان يعامله كصديق، وكان يقرأ له القصص كما هي دون تحريف كما يفعل جل الآباء. أبي -رحمه الله- كان عصاميا، وعلمني أن لكل بشر حقُ أن يعامله البشر كبشري لا كمجرم لمجرد أن الله حرمه من قوتهم ونفوذهم ومالهم، وأن له حق الخروج والدخول بالطريقة التي تناسبه، شريطة أن ينبذ الاعتداء على غيره، "فحريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين"... ومن جهة أخرى كنت أريد معرفة رأي المدير بعد أن دارت الحياة دورتها وأصبح بمقدوري أن أفتعل معه أي مشكلة أرد له من خلالها الصاع صاعين –أصارحكم القول هذا ما دفعلتني نفسي الأمارة بالسوء لفعله بقوة-...
لكن أشياء كثيرة أخرى كانت تكبلني وتمنعني من الانتقام، أولها أني مكبل بوازع الدين فتذكرت قول النبي عليه السلام: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا"، فلأن تخلى هو عن احترامي وأنا صغير، فلن أكون مثله وهو في أرذل العمر.
المهم أني أنهيت الإجراءات الخاصة به وحان موعد حديثي معه:
حضرة المدير كيف حالكم؟
رد المدير الحمد لله بخير. سألته -وهو يدير لي ظهره للخروج- هل لازلتم في مدرسة "توجنين رقم 1"؟
كان وقع سؤالي قويا على مديري وهو يرمقني بحدة بعد أن التفت إلي كما لو أنه يحاول ارغام ذاكرته على العودة إلى عهد مضى بلا رجعة...
 رد مديري مبتسما مستخدما نبرة جديدة كما لو أن الدهر هذبه: لا يا ابني لقد تمت إحالتي إلى المعاش... وهل كنت من تلاميذ تلك المدرسة؟ تساءل المدير.
قلت: نعم كنت تلميذا في فترة كنتم فيها المدير الذي يرتعش الجميع عند دخوله... 
تنهد المدير بعمق مبتسما كما لو أنه وجد اطراءا افتقده منذ فترة طويلة وقال: "إفرحن في الخافي"، لقد انتهى كل شيء... وابتلع ريقه كما لو أن نبرة حزن تخنقه.
قلت له: هل تذكر تلميذا عنيدا يسمى فلان (أعطيته اسمي)؟ ابتسم ونظر إلي من جديد وقال: لا تقل لي إنه أنت!
قلت: نعم أنا هو فلان ابن فلان... قال لي: يا ولدي لقد مر علي الكثير والكثير من التلاميذ والمعلمين على عموم موريتانيا... لكنك كنت من القلائل الذين رسخوا في ذهني، لقد كنت مشوشا ومشاغبا جدا... قاطعته قائلا: لا لم أكن كذلك سيدي المدير، لكني كنت ولازلت أكره أن أظلم أحدا ولا أسمح بأن يظلمني أحد، مهما كلفني ذلك. ثم قصصت عليه القصة والتي –لا أخفيكم سرا- أعادة المشهد أمامي لترغمني دموعي على النزول، بعد أن سردت له تلك القصة التراجيدية المؤلمة. والتي لازلت أتذكرها بوضوح بعد 26 عاما وبعد أن أنهيت دراستي الجامعية، كما لو أنها تحصل الآن. 
سقطت نظارات المدير على فخذيه وهو يدخل المنديل من تحتهما ليمسح دموعه التي حاول اخفاؤها ندما على ذلك التصرف الدكتاتوري وهو يسترجع جزء من البطش الذي مارسه في مسيرته التعليمية.
ثم طلب مني الصفح لأنه يخشى أن يقابل ربه وقد جلب معه الصفح على ما أوقعه علي من اعتداء لفظي وجسدي... وقد سامحته وفتحت له باب مكتبي للخروج، وقد ذهب بوجه تتصارع قسماته بين الندم والفرحة...


انتهى الجزء الأول
في الجزء الثاني سأتطرق إلى حادثة أخرى مع أستاذ للعلوم حرمني من مواصلة التعليم في الثانوية الوطنية وحطم حلمي في أن أكون "طبيب أطفال"، كي يرغمني على الاعتذار له بعد انتشار فضيحته الأخلاقية كان هو بطلها.     

lundi 26 août 2013

أيتها الموريتانية إليك مني كل احترام يا سيدة العالم


أرفع لك القبعة احتراما، رغم أن البعض يستغرب ذلك، ويتسائل: لماذالا يكون الرجل الموريتاني هو الأحق بالاحترام ورفع القبعة؟! وهو الذي يهب المرأة كل التقدير ويمتنع عن تقليد عادات "ضرب النساء" المعروفة في العالمين العربي والافريقي؟!!

 والجواب بكل بساطة هو أن المرأة الموريتانية، هي التي فرضت علي احترمها، وهي التي تترفع عن اهانتي في المحاكم رغم ظلمي الشديد لها أحيانا، ورغم أنها واثقة بأن القضاء سيحكم لصالحها، إلا أنها تضحي من أجل الصحة النفسية لأطفالها، فلا تريد لأطفالي -الذين هجرتهم وضيعتهم، فاحتضنتهم هي وسيرت حياتها لأجلهم- أن يعرفوا أن والداهما قد تخاصما وذهبا إلى المحاكم ذات يوم.

أرفع لك القبعة وأنت تجتازين -بكل نجاح- أزمة اتخاذي لك دمية أُشبع من خلالها نهمي الجنسي والبدني، وتقررين مواصلة مشوارك مع غيري، وتجتازين عقبة الطلاق وألقابه المرعبة، وكأني لم أدخل حياتك ذات يوم. أرفع لك قبعتي احتراما لأن معاملتي لأطفالي الذين لذت عنهم بالفرار، تقابلينها بالترفع، فتتركين القرار بيني وبين ضميري في اعالتهم والاعتناء بهم.

أرفع القبعة لك وأنت تتميزين عن المرأة العربية، التي تخفض صوتها إذا أرادت من زوجها شيئا، وتفع صوتها في وجهه إذا لم تأخذ ذلك الشيء... فأنت مختلفة فعلا، مختلفة لأن صوتك يحاكي الأسعار في بلادنا والتي لا تعرف الانخفاض.

أرفع القبعة لك وأنت تملئين مجلسك بالوصية والتأكيد على أن "ظهري للعذاب ولحمي للكلاب" ورغم ذلك لا مجلس يحلو لك، دون الامعان في ترديد عبارات التأكيد على أني لا أستحق تلك الشفق التي تغمرنني بها.
 
 أرفع القبعة لك سيدتي فصوتك كان نشازا عن أصوات نسوة افرقيا اللواتي يردد دائما، أن الرجــولــة ليست مجرد احتــواء وتفهــم ومسؤوليــة... بل تعني الضرب واصـــدار القــرارات الدكتاتوريـــــة.

أرفع القبعة لك سيدتي فرغم اعترافي بالضعف أمام اغراءاتك الجارفة، ورغم أني أرى الآلهة "أفروديت" (آلهة الحب والشهوة والجمال، والبغاء والتكاثر الجنسي)عند اليونان، ساجدة تحت أخمص طرف في ملحفتك المهترئة، إلا أن عنفك النائم يرغمني على اعتبارك أعنف الفراشات.

أرفع القبعة لكؤوسك الثلاث الرافضة لإكراهات الساعة المسرعة، ولتارخ الجهر، كالأحلام في عيون ثلاثينية تنتظر العرسان، وتستمع إلى آخر أخبار العرسان في مواسم زواج القادمين من أنكولا، ومن أعماق البحر ومن سماء الامارات، فلا تمتلك من التسلية سوى بقايا المرآة، وقطعة كحل ونعل طبعت أرجلها فيهما تاريخ انتهاء صلاحية الاصلاح.

سأتوقف هنا برهة لأني لا أرغب في كسر قانون السير إلى حين، فامنحيني دفئ ما بعد المطر، والتسحبي من جيبي ما يطفئ شهوتك المادية، التي بها فضلت الزواج مني أنا شيخ القبيلة الموريتانية، ذات الشخيصن، والذي تمعنين السير لملاحقته، رغم أن الأرجل لم تعد تطيع قراره بعدما أعلنت الأحذية عنه الفرار، فرضيت بلعب دورها.

فهل ترضين يا سيدتي أن تكوني لي عمامة، بعدما قررتُ أمام العالم، أن أرفع لك قبعتي احتراما؟

 


mardi 20 août 2013

الصور تحكي عن زخات نواكشوط


تقرير وتصوير: الدد الشيخ ابراهيم


تهاطلت ليلة البارحة كميات من الأمطار على العاصمة نواكشوط، ومع انتهائها غصت الشوارع باالبرك وعمت زحمة المرور، وحدهما قطعان بقر ملتقى طرق "كارفور مدريد" -التي اعتاد المواطن الموريتاني على رؤيتها-، وأطفال الشوارع، هم الذين بدو مستمتعين بالمشهد.
قطيع يرعى داخل ملتقى طرق مدريد في قلب العاصمة نواكشوط


أما على مستوى سوق العاصمة الذي حاصرته المياه، فكانت الروائح الكريهة تهب منه روائح كريهة تستقبل زواره المتعبين من سير على الأقدام، بسبب امتناع أصحاب سيارات الأجرة من الاقتراب من السوق الذي تحاصره البرك والمستنقعات.

المشهد شكل مادة خصبة للشباب مرتادي المواقع الإجتماعية (الفيسبوك واتويتر)، فكتب أحدهم أبيات يعارض فيها نزار قباني في قصيدته: ( أكتب من بيروت ياصديقتي )
فقال:

أكتب من عاصمتي صديقتي
حيث المطرْ
رائحة كريهةٌ تزورنا بعد سفرْ
أكتب من قارعةٍ قد رصعوها بالحفرْ ... يسير فوقها البشرْ ...
ويصبرونْ... يسبحونَ يغرقونْ... لاكنهم من فرطِ ما تعودوا ...لا يشعرون بالضجرْ.
 لقد زاد من متاعب سكان نواكشوط الانتشار الكثيف لفرق أمن "مسقارُ" الذين يقومون بحملاتهم اليومية (تفتيش وثائق السيارات) حول ربوع سوق العاصمة نواكشوط، مما جعل أصحاب سيارات الأجرة يرفضون التوجه إلى ناحية السوق ويكتفون بصب حمولتهم (الركاب) عند ملتقى طرق "كارفور مدريد"، حيث يسبحون مع قطعان البقر وبقايا السيارات المتهالكة، التي لفظتها أوروبا إلينا.
 
معزاة تنهل من المياه الراكدة أمام المكتبة الوطنية


mardi 13 août 2013

إلى الديمقراطية العسكرية: حبل الكذب قصير



تلبية للحملة التي يتم اطلاقها والتي هي تحت عنوان "أوقفوا جنرال المخدرات"، والتي أطلتها مجموعة من الشباب الموريتانيين الرافضين لاستمرار تغييب إرادة الشعوب، قررت المشاركة بالتدوينة التالية:

عندما اجتاح نابليون أوروبا ووصلت جيوشه إلى حدود النمسا سنة 1809، تعرض لمقاومة عنيفة من الجيش النمساوي أدت إلى هزمته في معركة أسبرن. عندها شعر نابليون بونابرت بالانكسار نتيجة خسارته في معركة اسبرن وطلب من ضباطه أن تكون المعركة استخبارية وبدأ ضباطه يبحثون عن جاسوس نمساوي يساعدهم على الدخول الى النمسا من خلال نقطه ضعف في الجيش النمساوي.

وبعد جهد جهيد وسعي حثيث عثروا على رجل نمساوي كان يعمل مهربا بين الحدود واتفقوا معه على مبلغ من المال إذا هم استفادوا من معلوماته فدلهم الخائن على منطقة جبلية يوجد فيها جيش نمساوي قديم لكون المنطقة شبه مستعصية .

وبالفعل تمكن الجيش الفرنسي من اقتحام المنطقة واحتلالها، وعند استدباب الأمر جاء الخائن النمساوي يسأل عن مكافأته، لكن نابليون رمى له بصرة صغيرة على الأرض فيها القليل من المال وبصق عليه، وقال قولته الشهيرة: "مثل الخائن لوطنه .. كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص .. فلا أبوه يسامحه .. و لا اللصوص تشكره .. لهذا ابصق عليه"....
تذكرت هذه القصة وأنا أتأمل حال الوطن اليوم وأشاهد بعض الفديوهات لقادة الانقلاب الأخير المشؤوم، والذي قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز والطغمة العسكرية المحاذية له، أولئك الذين جلبوا على سلب الارادة المدنية الشرعية بانقلاباتهم وأطماعهم منذ عام 1978 وحتى اليوم.


وكما يقال: "الخيانة لا جنس لها"، قد يكون عسكري متخفي خلف نظارات مدنية، وقد يكون مهربا على الحدود وقد يجمع بينهما. 

 قد يكون اعلامي يقتات على صديد آكلي ثروة الوطن، وقد يكون سياسي يعبد هرقل من دون الله لمجرد أنه يحمل النياشين المخفية بطلاء من الشمع الشفاف... شخصيا كان حلمي ومنذ الصغر أن أكون جنديا في جيش موريتانيا الوطني العظيم، أحمل السلاح لأحمي به ربوع الوطن من العدو الأجنبي، الذي علمونا في المدارس بأنه يتربص بنا ذلك التربص الذي يأتينا دائما من خلف الحدود. فأنال بذلك احترام المواطن العادي الذي سينظر إلي نظرة تقدير واحترام لا نظرة خوف وتخوين، بل واحتقار.
كان حلمي أن أحمل السلاح وأن أخوض به المعاركة الشرسة، تماما كما كان يقودها أبطال مقاومتنا الوطنية ضد العدو الغازي.
لكني كبرت وتلاشت الأماني ولله الحمد، حيث فتحنا عيوننا على مؤسسة بدأت بافتتاح الخيانات الانقلابية في 10 يوليو سنة 1978، مع العقيد المصطفى ولد محمد السالك، ثم أعادة الكرة بعد عام (في الثالث من يونيو سنة 1979)، مع  العقيد محمد محمود ولد لولي،رئيس الجنة العسكرية للإنقاذ.
ثم جاء العقيد محمد خونة ولد هيدالة، واتستمر من 4 يناير سنة 1980 وحتى 12 ديسمبر سنة 1984، وقد انهيت فترته بعد الانقلاب عليه أثناء تواجده في الخارج..
    
بعد ذلك جاء انقلاب جديد مع العقيد المثير: معاوية ولد سيدي أحمد الطائع في 12 ديسمبر سنة 1984 وحتى 3 أغسطس(عشرين سنة من الحكم العسكرمدني)، ليتم خلع العقيد (العسكرمدني) معاوية عن طريق انقلاب عسكري قاده العقيد اعل ولد محمد فال.
ثم في 6 أغسطس سنة 2008، دخلت موريتانيا في نفق الجنرال محمد ولد عبد العزيز (أول جنرال يدشن الانقلابات في موريتانيا) ومازال الجنرال يحكم البلاد، بعد أن سقط منه شعاري "محاربة الفساد" و"الحرب على الارهاب" حيث تم توجيه التهم إليه دوليا وداخليا...

إنه وخلال كل تلك الانقلابات وسيطرة حلف الفساد (السياسي، الإعلامي والعسكري) تولدت لدي قناعة بأن موريتانيا لن تكون دولة بمعنى الكلمة لها مؤسساتها المستقلة ولها إعلامها المستقل، وتحترم فيها حقوق الإنسان... مالم يقدم إلى المحاكمة كل مذنب، وكل من جعل موريتانيا خالية من أي قطاع واحد متقن يمكننا أن نتباها به!. حتى اختلاس المال العام وصناعة رجال أعمال مقربين من رأس الفساد لم تكن متقنة، ولم تقنع الحاكم العسكري عن الغوص في وحل تهم خطيرة واجهها بالصمت كتهمتي، الضلوع في تجارة المخدرات وهي تهمة وجهتها له منسقية المعارضة الديمقراطية في موريتانيا كما وجهها له على الهواء نائب عن حزب الخضر الفرنسي نوييل مامير.
أما السؤال الثاني والذي أصبح موجه وبقوة للجنرال الحاكم محمد ولد عبد العزيز والذي يواجهه بالصمت فهو: أين اختفى مبلغ مبلغ 20مليون دولار، الذي قدمته المملكة العربية السعودية بتاريخ 01‏/09‏/2007 كمساعة لسكان مدينة الطينطان التي تعرضت للفيضانات آن ذاك؟
وكذلك لم يجب على السؤال الثاني والمطروح بقوة أيضا: أين اختفت الفدية التي قدمتها الحكومة الليبية كفدية مقابل تسلم رئيس مخابرات السابق عبد الله السنوسي؟ ولماذا لم تظهر تلك الأموال في ميزانية 2013؟

كل تلك الجرائم وغيرها من التهم تحتاج منا جميع أن نصرخ عاليا: "أوقفوا جنرال المخدرات".
كيف لملف فساد كبير يطيح بوزيرة الثقافة وبعد أيام يتم إخلاء كل الضالعين فيه؟! "أوقفوا جنرال المخدرات".

الدد الشيخ إبراهيم 


samedi 20 juillet 2013

أين حقوق أهالي السجناء السلفيين في موريتانيا؟

اليوم قررت أن أكتب عن تجربتي كصحفي كان يعد ملفا متكاملا عن معاناة أسر مجموعة مؤلفة من 14 سجين سلفي تم إختطافهم من العاصمة نواكشوط صبيحة يوم الاثنين 23 /05/ 2011 عند الساعة الثانية والنصف، من السجن المركزي بنواكشوط، على يد السلطات الموريتانية، وتم إخفائهم في جهة مجهولة. رغم أن الحكومة الموريتانية موقعة على إتفاقية دولية تحرم الإختفاء القسري.
أبناء السجين السلفي معروف ولد الهيبة


عملية الإختطاف هذه جرت بينما كانت لا تزال المحاكمة مستمرة، فبعد أن صدر الحكم الابتدائي التالي: 
1/ الحكم بالإعدام صدر في حق كل من:  الخديم ولد السمان وسيدي ولد سيدينا ومحمد ولد شبرنو ومعروف ولد هيبة ومحمد عبد الله ولد احمدناه ومحمد ولد عبدو، وعبد الرحمن ولد أرده ومحمد ولد شيبه.
2/  الحكم بالسجن لمدة 12 سنة في حق السجين الطيب ولد السالك.
3/  الحكم على السجين التقي ولد يوسف بالسجن 15 عاما.
4/ الحكم بالسجن على كل من أعمر ولد محمد صالح الملقب بتار. و دحود ولد السبتي. و السالم ولد همد بالسجن 10 سنوات.

كل هذه كانت أحكام إبتدائية، وقبل أن يتم الاستئناف تم اختطاف السجناء إلى أحد أطراف المجابات الكبرى (سجن صلاح الدين)...
من المعلومات الشحيحة التي حصلت عليها صحيفة "تقدمي" التي أعمل فيها عن السجن ونظامه، أنه عبارة عن مخزن كبير (hangar) به جدران مرتفعة يفصل بينها نصف متر تقريبا عن السقف، تسمع منها الأصوات ولا يشاهد السجين فيها إلا الجدران. ولهم نظام عبارة عن خروج يوم الخميس لممارسة رياضة كرة القدم لمدة ساعة ونصف.

تم نقل السجناء إلى ذلك السجن الرهيب ليلا، وقد تركت عائلاتهم وهم لا يدرون إلى أين ذهبوا.
وفي كل بيت حزن ومأساة: فمثلا أسرة السجين سيدي ولد سيدين، أعربوا لنا عن حزنهم بعد أن مات إبنهم المتوسط (الشيخاني ولد سدين) تحت التعذيب، ورغم أنه وشقيقه كانا في نفس السجن إلا أن الحراس منعوهما من اللقاء. وقد تم نقل السلفي سيدي ولد سدين مع رفاقه إلى سجن صلاح الدين الذي قيل بأنه غير بعيد من الحدود بين الجزائر وموريتانيا. كما تم إعتقال شقيقه الأصغر التجاني (16 عام) بعد أن اتصل عليه شقيقه أثناء فراره من السجن وطلب منه أن يقدم له أحذية كما أخبرتني بذلك عائلته، إلا أن القضاء اعتبها مساعدة لمجرم مطلوب للعدالة وحكم عليه بالسجن 7 سنوات. لكن الغريب أنهم أطلقوا سراحه يوم الثلثاء، ليعاودوا اعتقاله يوم الخميس بحجة أن خروجه كان بالخطأ.

معاناة أسرة أهل سدينا تمثلت في إصابة والده بالعمى والخرف نتيجة للصدمة. كما أن والدته تعاني من فشل كلوي يستدعي منها إجراء تصفية للدم باستمرار.

أثناء وجود السجناء السلفيين في السجن المركزي في نواكشوط لقيت عوائلهم الكثير من المضايقات، بدأ بمنع النساء المنقبات من الزيارة، مرورة بخلع جميع الملابس عن جسد النسوة الغير المنقبات واللواتي جئن لزيارة أحد السجناء السلفيين.
أما عن الخلوة الزوجية فكانت تتم مرة أو مرتين في الأسبوع ولمدتها لا تتجاوز 10 دقائق. أو كما أخبرتني بذلك بعض زوجات السلفيين.

لن أطيل عليكم بل سأتكتفي بنقل معاناة أسرة واحدة (أهل سدين)، وهنا أريد أن أسأل العالم أليس لهذه الأسر حقوق؟ أليسوا أبرياء لم يقتلوا ولم يظلموا!
ما ذنب أبناء السلفي المسجون المعروف ولد الهيبة، الذين تم حرمانهم من الدراسة فقط لأن والدهم موجود في السجن ولم يشارك في عملية الإحصاء الذي تقوم به السلطات وبالتالي لا يمكن لأبناءه أن يحصلوا على أوراقهم الثبوتية قبل أن يأتوا بوصل إحصاء والدهم.


وهنا أسجل شهادة تضامني مع كل فرد من عوائل السلفيين في محنتهم، كما أتمنى من الحكومة الموريتانية ومن منظمات حقوق الإنسان الوقوف معهم للحصول على حقهم في معرفة مصير أبنائهم وزيارتهم وحصول أبنائهم على أوراقهم التي تخولهم للحصول على تعليم لائق.


وفي الختام أشكركم على زيارة مدوتني
الدد الشيخ إبراهيم 
dedda04@yahoo.es
 




mercredi 10 juillet 2013

مسلسل "الإنقلابات العسكرية" في موريتانيا:


بمناسبة العاشر من يوليو ذكرى أول انقلاب عسكري في موريتانيا، سنستعرض معكم تلك "اللعنات" التي أصابت وطننا الحبيب موريتانيا.

- ففي 10 يوليو الجيش الموريتاني ينفذ الحلقة الأولى من انقلاباته عام 1978 على الرئيس المختار ولد داده.
- وفي يوم 6 إبريل من عام 1979، تم تنفيذ الحلقة الثانية من "مسلسل الانقلابات" بانقلاب أبيض كان من نتائجه إسناد رئاسة الوزراء للعقيد بوسيف مع إبقاء منصب الرئاسة للعقيد مصطفى ولد السالك دون صلاحيات تذكر.
- وفي شهر يناير من عام 1980، أزاح ولد هيدالة المقدم ولد أحمد لولي ليجمع بين يديه رئاسة اللجنة العسكرية ورئاسة الحكومة ورئاسة الدولة ووزارة الدفاع في نفس الوقت.
- في عام 1981 محاولة انقلاب قامت بها قيادات من "منظمة التحالف من أجل موريتانيا الديمقراطية" المدعومة من المغرب.
- وفي 12 ديسمبر عام 1984، أطاح انقلاب عسكري أبيض بمحمد خونا ولد هيداله.
- بعد انقلاب معاوية عام 1984 (واستمر 20 سنة) كانت هنالك محاولتين انقلابيتين فاشلتين، الأولى عام 1987 والثانية قادها صالح ولد حننا عام 2003.
- في عام 2005، قاد علي ولد محمد فال ومجموعة من الضباط انقلابا أبيض على معاوية.
- في 6 أغسطس من عام 2008، نفذ الجنرال محمد ولد عبد العزيز انقلابه على الرئيس المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله لتعود موريتانيا إلى عهدة العسكر.

النتيجة:

- أكثر من نصف السكان يتعالجون في الخارج (السنغال، المغرب، تونس، فرنسا...) -بما فيهم الجنرال محمد ولد عبد العزيز-.
- التعليم فاسد (هذا ليس كلام المعارضة بل الموالاة والأساتذة والطلاب والمعلمين...)
- تزايد الاعتداءات والجرائم على المواطنين الآمنين في العاصمتين نواكشوط ونواذيب.
- "تكديس الأموال" –كما قال الجنرال ولد عبد العزيز- مقابل ارتفاع الأسعار وانتشار البطالة
- تدمير السمعة الموريتانية في الخارج بدخول مصطلحات غريبة علينا (المخدرات، التشباك، غانا غيت...)
- لأول مرة يقف عشرات الرجال مطالبين بديونهم من المؤسسة العسكرية (مؤسسة الأشغال العمومية).
- لأول مرة في تاريخنا يتم التلاعب برواتب جنودنا.
- إعادة الاستنساخ: فرجال العقيد معاوية الموصومين بالفشل والفساد يحكمون اليوم في حكم الجنرال محمد ولد عبد العزيز، مثلا: سفير موريتانيا في دكار، وسفيرنا في المغرب (الرباط)، والجزائر وتونس وطرابلس والخرطوم والقاهرة والكويت وصنعاء ومدريد وجنيف وبون وطوكيو وموسكو.. كلهم من وزراء معاوية ولد الطائع السابقين. وكذلك رئيس المجلس الدستوري، ورئيس المدرسة الوطنية للإدارة وغيرهما...

يسقط يسقط حكم العسكر.