lundi 26 août 2013

أيتها الموريتانية إليك مني كل احترام يا سيدة العالم


أرفع لك القبعة احتراما، رغم أن البعض يستغرب ذلك، ويتسائل: لماذالا يكون الرجل الموريتاني هو الأحق بالاحترام ورفع القبعة؟! وهو الذي يهب المرأة كل التقدير ويمتنع عن تقليد عادات "ضرب النساء" المعروفة في العالمين العربي والافريقي؟!!

 والجواب بكل بساطة هو أن المرأة الموريتانية، هي التي فرضت علي احترمها، وهي التي تترفع عن اهانتي في المحاكم رغم ظلمي الشديد لها أحيانا، ورغم أنها واثقة بأن القضاء سيحكم لصالحها، إلا أنها تضحي من أجل الصحة النفسية لأطفالها، فلا تريد لأطفالي -الذين هجرتهم وضيعتهم، فاحتضنتهم هي وسيرت حياتها لأجلهم- أن يعرفوا أن والداهما قد تخاصما وذهبا إلى المحاكم ذات يوم.

أرفع لك القبعة وأنت تجتازين -بكل نجاح- أزمة اتخاذي لك دمية أُشبع من خلالها نهمي الجنسي والبدني، وتقررين مواصلة مشوارك مع غيري، وتجتازين عقبة الطلاق وألقابه المرعبة، وكأني لم أدخل حياتك ذات يوم. أرفع لك قبعتي احتراما لأن معاملتي لأطفالي الذين لذت عنهم بالفرار، تقابلينها بالترفع، فتتركين القرار بيني وبين ضميري في اعالتهم والاعتناء بهم.

أرفع القبعة لك وأنت تتميزين عن المرأة العربية، التي تخفض صوتها إذا أرادت من زوجها شيئا، وتفع صوتها في وجهه إذا لم تأخذ ذلك الشيء... فأنت مختلفة فعلا، مختلفة لأن صوتك يحاكي الأسعار في بلادنا والتي لا تعرف الانخفاض.

أرفع القبعة لك وأنت تملئين مجلسك بالوصية والتأكيد على أن "ظهري للعذاب ولحمي للكلاب" ورغم ذلك لا مجلس يحلو لك، دون الامعان في ترديد عبارات التأكيد على أني لا أستحق تلك الشفق التي تغمرنني بها.
 
 أرفع القبعة لك سيدتي فصوتك كان نشازا عن أصوات نسوة افرقيا اللواتي يردد دائما، أن الرجــولــة ليست مجرد احتــواء وتفهــم ومسؤوليــة... بل تعني الضرب واصـــدار القــرارات الدكتاتوريـــــة.

أرفع القبعة لك سيدتي فرغم اعترافي بالضعف أمام اغراءاتك الجارفة، ورغم أني أرى الآلهة "أفروديت" (آلهة الحب والشهوة والجمال، والبغاء والتكاثر الجنسي)عند اليونان، ساجدة تحت أخمص طرف في ملحفتك المهترئة، إلا أن عنفك النائم يرغمني على اعتبارك أعنف الفراشات.

أرفع القبعة لكؤوسك الثلاث الرافضة لإكراهات الساعة المسرعة، ولتارخ الجهر، كالأحلام في عيون ثلاثينية تنتظر العرسان، وتستمع إلى آخر أخبار العرسان في مواسم زواج القادمين من أنكولا، ومن أعماق البحر ومن سماء الامارات، فلا تمتلك من التسلية سوى بقايا المرآة، وقطعة كحل ونعل طبعت أرجلها فيهما تاريخ انتهاء صلاحية الاصلاح.

سأتوقف هنا برهة لأني لا أرغب في كسر قانون السير إلى حين، فامنحيني دفئ ما بعد المطر، والتسحبي من جيبي ما يطفئ شهوتك المادية، التي بها فضلت الزواج مني أنا شيخ القبيلة الموريتانية، ذات الشخيصن، والذي تمعنين السير لملاحقته، رغم أن الأرجل لم تعد تطيع قراره بعدما أعلنت الأحذية عنه الفرار، فرضيت بلعب دورها.

فهل ترضين يا سيدتي أن تكوني لي عمامة، بعدما قررتُ أمام العالم، أن أرفع لك قبعتي احتراما؟

 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire