jeudi 26 juillet 2012

رسالة ليست موجهة لرئيس الجمهورية


كم أتمنى أن أجد في وطني أي شيء يستحق الذكر، أي شيء أستطيع به أن أفتخر على الآخرين عندما يسألونني عن موريتانيا، التي اضطررت إلى ربطها –أكثر من مرة- بجيرانها (السنغال و المغرب) كي يعرف العالم موقعها. أي شيء أجيبهم به غير المصطلحات المستهلكة القديمة و التي لم تكن لأجيالنا الراهنة أي دور فيها (المرابطون، و المنارة و الرباط...)، أريد أي إنجاز في الوقت الراهن في الرياضة في الثقافة في الأبحاث أو حتى في هوايات سقوطنا (التجارة و السياسة)...

لنمتلك شجاعة الاعتراف بالحقيقة و لنعترف بأننا فاشلون، نعم فاشلون، لقد جعلتنا الأحكام العسكرية ندفع ثمن غبائها و إدمانها على الحكم. و استهتارها بالتنمية و الثقافة و الأبحاث و الصحة بعد أن عقدت زواج سفاح مع تجارنا الذين يختمون و يبصمون و يزورون فواتير سرقات المال العام... فالتاجر يفكر بعقليته العتيقة جدا: كأن يفتح حانوتا أو بقالة (لتبيض أموال لص يسطوا على المال العام بالتحايل أو بالنياشين و عند حصوله على الربح يفتح حانوتا آخر أو بقالة أخرى في مكان آخر ليقلده آخرون و تبقى بضاعته جامدة كفكره فيبيعها بعد أن تنتهي صلاحياتها ليدفع المواطن ببراءة الأغبياء ثمن تلك الأفعال المحرمة دينيا و المباحة اجتماعيا- أو كما يبدو-.

كنت قد اقترحت في أحد الأيام أثناء نقاش رياضي، تحويل الملعب الألومبي الصيني(المنتهي الصلاحية) إلى سوق سوداء نجمع فيها حفنة الشباب العاطلين عن العمل و الذين يحلبون الهواء بالقرب من سوق العاصمة بحثا عن قوت يوميهم (صرف العملات)...فانهمر من سمعني بالضحك ظنا منه أنها نكتة! و لكن ما فائدة من إمعاننا في تقليد العالم ما دمنا في الرياضة فاشلون؟ و نستمر في نفس أخطائنا و في نفس هزائمنا... و بهذه المناسبة أتقدم بالشكر إلى وزارة الثقافة و الرياضة على قرارها الجريء بإرسال شخصين فقط لتمثيلنا في أولمبياد لندن لأنه يكفينا من الهزائم هزيمتين فقط.

إن لأنصار الرئيس الحق كل الحق في الدفاع عنه و عن سياساته بكل ما أوتوا من قوة لكن من حقي أن أجد من يجيبني - منهم أو من غيرهم- على الأسئلة الكثيرة: أين عمارات أبلوكات الشاهقة؟ لماذا تجاهلت الحكومة سياسة تشغيل الشباب من برنامجها؟ لماذا تختصر المنح الدراسية و التكوين في كل من إسبانيا و تركيا و الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا على الضباط و ضباط الصف؟ ما المانع من إشراك المدنيين؟! لماذا أصبح الحصول على رخصة حزب أسهل من الحصول على رخصة صيد أو تنقيب عن المناجم؟ أم لأن المردود المادي هو الفارق بينهما؟ و لماذا تسعى خارجيتنا إلى إعفاء الموظفين حاملي جوازات العمل الموريتانيين من التأشيرات في كل من إسبانيا و البرازيل و غيرهما بينما تجاهلت المواطن العادي؟ أليس هو الأحوج إلى ذلك في ظل غياب الصحة و التعليم و العمل؟ لماذا تم الزج ببعض التجار في السجون في فترة ماضية بينما تم إطلاق العنان و التغاضي عن البعض منهم الذي أصبح يخنق المواطن بالأسعار و الأدوية المزورة حتى في شهر – الانتهاز- الرضى و الرحمة. و الذي تم استغلاله بكل خبث لرفع الأسعار و هو ما سيترتب عليه مشاكل جمة أقلها انتشار الطلاق في ظل العجز العارم لآباء الأسر الذين تحول ذكر العيد عندهم إلى مناسبة حزن بفضل السياسة الرشيد للرئيس محمد ولد عبد العزيز و حكومته المحنطة.

إن من لا يقرأ التاريخ جيدا حتما ستكون نظرته للمستقبل قاصرة... و هذا ما حصل معنا في سياستنا الخارجة المرهقة و المثخنة بالإخفاقات في ساحل العاج و ليبيا و سوريا و السنغال و في ملفات عديدة كحماية المصالح الغربية عبر قبولها إقامة القواعد العسكرية خارج قبة البرلمان، و إخفاقها في ملف المصطفى ولد الإمام الشافعي الذي حرصت على الحصول عليها و ليتها فعلت نفس الشيء و بنفس الحماس مع الرشيد ولد المصطفى -أعاده الله إلى أهله- و مستنقع السنوسي المريض و الذي لو مات عندنا -لا قدر الله- لدفن معه كنز من الأسرار و الظلم، ليبيا أحوج إليها منا و لندمنا على عدم تسليمه إلى بلده في الوقت المناسب.

اعذروني فنحن من بلد أصبح فيه اليوم طبيعيا أن نسمع بالقمع، و القتل و الجوع و الحرق... بفضل الضغوط النفسية الناجمة عن الآلة القمعية التابعة للجهاز الأمني المدجج بالغباء نحن في زمن اليأس حيث تجاهل الجميع طريق الأمل و تشبث بتمجيد أمتار من الطرقات أقيمت بميزانية مجهولة، و بسواعد عسكرية نحن في زمن تم الطلاء فيه على مثلث الفقر بطلاء الأمل إلى مالا نهاية، نحن في بلد تحول فيه الأمل إلى دكاكين و خطط...

لكن و من باب الحياد و الإنصاف هل أنتم راضون عن "موريتانيا الجديدة" أو موريتانيا الأمل؟

بقلم: الدد ولد الشيخ إبراهيم
dedda04@yahoo.es

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire