إستيقظ سكان مدينة انواذيب في 26 يوليو 2010 على جريمة بشعة، حيث تم تقطيع شيخ مسن في السبعين من عمره إلى مجموعة من القطع الصغيرة، و رميها في أماكن متفرقة من العاصمة الإقتصادية انواذيب. و هو ما شكل صدمة لسكان المدينة الصغيرة و أطلق العنان لشائعات أهل المدينة، و ما هي إلا ساعات حتى تم الإبلاغ عن عثور بضع تلاميذ المدرسة رقم 7 على بعض أجزاء الضحية و نظاراته و قد تم التعرف عليه بعد أن تم جمع الكثير من أجزاءه... إنه احمد ولد امان. لتتجه أصابع الإتهام إلى مجموعة من الزنوج كانوا يماطلونه منذ عدة أشهر كلما طالبهم بتسديد أجور منزله الذي يؤجره لهم.
بدأت خيوط الجريمة تتضح بعد إلقاء القبض على الجناة الذين إعترفوا بعد 3 سنوات من الإنكار ليتم في يوم 13 إبريل 2012 تقديمهم إلى مسرحية الجريمة لإعادة تمثيل الجريمة و حيثياتها الجريمة التي أظهرت فضيحة السحر الاسود و التي كانت وراء قتل الرجل وتقطيع جسده في صفقة قيمتها 4 ملايين اوقية...
حيثيات الجريمة: 4 ملايين وثلاثة أفراد وساحر..
السيناريو: بحسب مصادر امنية قريبة من الملف فان رئيس الجالية المالية المدعو " سيسي" ومشعوذ ، وميكانيكي والزوج السابق ليايا كوليباليالمعتقلة حاليا؛ (المتهمين الرئيسيين في الملف القضائي الاخطر من نوعه) قاموا باستدراج أحمد ولد أمان في حدود الساعة السادسة والنصف ليوم الحادث 25 يوليو 2010 في الحي الجديدة الفقير بنواذيبو حيث كانت الحياة تسير بشكل عادي في الشوارع دون شعور بأن ذلك المساء كان موعدا لتنفيذ جريمة قتل بشعة في حق شيخ موريتاني أشرف على الثمانين من العمر.. بدأ المتهمون بتنفيذ الجريمة في غرفة المشعوذ قرب منزل الضحية المؤجر للسيدة، حيث قدموا له شرابا، وعندما تناول الشيخ المسالم المسن - 75 عاما، الشراب الذي يقدم عادة في موريتانيا كترحيب بالضيوف وحفاوة في الاستقبال وجد نفسه عاجزا عن الحركة.. بعدها بدأ الجناة في تنفيذ مخطط الجريمة.
لكن الغريب ان الرجل "الأبيض"، كانت دماؤه تستعمل في السحر "الاسود" الذي عميت بصيرة منفذيه، الذين قاموا بسحب لترين من الدماء من جسده وهو جاحظ العينين غير قادر على الكلام ولا الحركة ممددا بين من يفترض انهم مضيفوه ومعارفه، وانتظروا بعد ذلك حتى مغيب الشمس وانتشار الظلام لتنفيذ مرحلة اخرى من الطقوس الغريبة حيث قطعوا أوصال الرجل ورموا كل جزء من جسمه في ناحية من نواذيبو، على شكل مثلث بأبعاد دقيقة محسوبة، واحتفظوا بعضو حساس من جسمه لإستعماله في طقس آخر من طقوس السحر حيث يستعمل "الفيتيش" وهو جزء من اعضاء الضحية في ترجمات سحرية معقدة ابسطها استعمال الادخنة وتلطيخ المكان بالدم لخلق حالة روحية مؤثرة في مكان آخر من الارض.. ورغم ان العملية نفذت في حي "الجديدة" الا انها تتعلق بـ "أقدم" انواع السحر الأسود في العالم.
و في يوم الإثنين 09 يولويو حكمت المحكمة الجنائية بمدينة نواذيبو بالإعدام على الثلاث المتهمين في وقت متأخر من الليل وكذلك حكمة في حق أمباي جارا بعد إدانتها بتهمة الشعوذة والسحر والدجل والقتل، وفي حق داوود جاكيتى بعد أن أدين بتهمة القتل، إضافة إلى يحي سيسى، رئيس الجالية المالية في نواذيبو، بعد إدانته هو الآخر بتهمة المشاركة في عملية القتل.
وفي نفس الملف حكمت المحكمة على السيدة الوحيدة في المجموعة يالي كوليبالي بالسجن النافذ خمس سنوات وغرامة 200 ألف أوقية بعد أن أدانته بتهمة التستر على المتهمين وعدم الإبلاغ عن الجريمة، كما حكمت على سائق التاكسي آدما سنغارا بالسجن 3 سنوات والتغريم 200 ألف أوقية، وذلك بعد إدانته بتولي مهمة توزيع أشلاء الضحية على مناطق متفرقة في المدينة.
فيما حكمت أيضاً على الموريتاني الوحيد في الملف عالي ولد امبارك بالسجن سنتين وتغريم 200 ألف أوقية وذلك بعد أن أدين بتزوير أوراق لصالح أحد المتهمين.
وبرأت المحكمة ثلاثة متهمين، ماليين وتوغولي، هم: صيدو تانغا، عثمان كيتا، سانوغو.
وكانت مصادر قد تحدثت عن معلومات أدلت بها ياي كوليبالي، السيدة الوحيدة من بين المدانين، أثناء التحقيقات قالت إن الهدف من الجريمة هو الشعوذة لصالح شخصيات سامية في دولة مالي يسعون للوصول إلى مراكز مرموقة في الدولة.
تبعات القرار:
بعد القرار إنطلقت الزغاريد داخل القاعة أما خارجها فانطلق سكان انواذيب في إحتفال بالسيارات لشدة فرحتهم بقرار المحكمة.
ملاحظة: مدونة موريتانيا نت انفردت بنشر شريط صوتي لقرار المحكمة يسمع فيه الزغاريد و الفرحة العارمة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire