السلام عليكم أيها الموالون، السلام عليكم أيها
المعارضون، السلام عليك يا حجاب إفريقيا الحاجز، السلام علي روح حضرت القائد - أزاح
الله تخريبه-، السلام عليكم أيها المضللون، السلام عليكم أيها الماكثون الناكثون لأيمانهم
العسكرية... نرحب بكم جميعا و ندعوكم لحضور حفل زفاف يجري على أرض الجمهورية حيث الخمر
حرام، و السرقة حرام و الكذب و النفاق حرام...، ندعوكم لنزف إليكم خبر سار في ذكرى
تتويج الحاكم العسكري المتوج بعد انقلابه على حاكم محكوم بحاكم عسكري.
ألف مبروك ففي بلادنا –حيث ننثر النقود بدل الورود-
كل شيئ محكوم بإحكام حيث حققنا كأس العالم في رماية الفقراء بعيدا عن قلب العاصمة،
و كسرنا الأرقام القياسية في السرعة القصوى لإنشاء الأحزاب السياسية بعد كل ضغط على
قلب قائد مليشيا العجم... فصفقوا لنا كما عودتمونا كي نمنحكم مزيد من الوعود و الإنجازات
الدعائية، فطريق أطار- تجكجة و الذي تبلغ كلفته
(627.853.141) دولار أمريكي لا يزال في الانتظار، حيث جرارات الرئيس (صالح البلاد)
و صهاريجه مثل حرف الباء تطير من تجكجة نحو سيليبابي بعد أن أُحضرت قبله بيومين لتقليب الثرى، ليس من
أجل التحقيق في المقابر الجماعية –كما سمعتم في الإعلام- بل لتحل عقدةً من لسان الناطق
الرسمي باسم الفساد، فالحمد لله كثيرا فنحن شعب محترمون جدا و هيبة دولتنا مصانة لأن
جيشنا – مثل جامعة انواكشوط – أحسن من جيش تونس و فرنسا... و حرمة جيشنا كحرمة المقدسات
لا يجوز المساس بها فمن ميزانياته تبنى القصور و تخزن الدثور و تساق الإبل...، لكننا
نعتذر لكم جميعا، فنحن بلد لا يملك غير الأرض و البحر و النية الحسنة، رغم أننا ثلاث
ملايين و نيف –قبل قدوم المرحلين- إلا أن نصفنا من المهاجرين الذين يبحثون عن سبل الحياة
و يكابد شغف الغربة ليعيل نصفنا الآخر، و فقرائنا بدورهم يكابدون ترحال ورشوة مسامير
وكالة التنمية الحضرية (ADU) - التي تحاكي ترحال السياسيين- الذين لا يثبتون
على مواقفهم و لا على أحزابهم فليالي الهنى تمر عجالا...
كنت أتمنى أن أحدثكم في هذا الزفاف عن عرسنا
الجميل الذي هو نتاج خطوبة امتدت منذ عام 1978 ليكلل بالنجاح بعد أن اشرأبت الأعناق
لرؤية رجل منا يقلد كافور تورينو و يستقيل من الرئاسة، كنت أريد أن أحدثكم عن ثورة
سيدة عبقرية التعبير تطلق قبتها لتخلو بالضمير. نحن اليوم و الحمد لله آمنين و الفساد
غادرنا بعد رحيل أهله نحو الصين، نحن في بلد يتحول فيه وكيل شرطة من مزواج يلهث خلف
العجائز العانسات، ليتربع في قلب الصكوك على القصور و أحدث السيارات –في عامين- معلنا
الرحمة على قلب زمن قريب كان فيه يبحث عن 40 أوقية يركب بها الباص من توجنين، ليبهر
معارفه بسرعته الصاروخية في الصعود.
الآن أيها الأحبة سنبدأ الرقص مع الضيوف، لكن
لا تقربوا الماء، فمشروع كبير منه محسوب على تكاليف القصر الرئاسي (ظاهريا) ليجري تحويله
إلى مزرعة سيدنا خارج العاصمة انواكشوط و نحن في سبات، نحاول حراسة الثروة فنعمد عن
إخفاء حصتنا من التنقيب -كما حصل في الاتفاق المبرم بيننا و بين توتال- كي لا يجد البرلمان
حجة تشعل النيران...
انتظرونا فالعروس لم تزف بعد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire