mardi 6 décembre 2011

الصيــــنتل كالوزارة أسوء مما تتخيل 3/2





جلست في غرفة الانتظار و أنا أستغرب من مثل ذلك المدير و الذي لا أعرف حتى وجهه و بينما أنا جالس إذ أشاروا إلي في الاستقبال فقفزت فرحا ظنا مني أن المدير يطلب لقائي، لكن خيبة الأمل أعادتني إلى الكرسي حيث قيل لي بأن أنتظر مسؤول الأمن و الذي خرج قبل ساعتين.
كانت القاعة هادئة شديدة البرودة و فجأة تحول المكان إلى خلية نحل: أسراب من الصينين يدخلون و يخرجون و يتبادلون كلماتهم التي لم أفهمها تماما كتلك اللهجة البولارية التي كان يتخاطب بها عمال الشركة في غرفة استقبال الإدارة...
بدأ الملل يتسلل إلي شيئا فشيئا و خصوصا بعد أن اقتربت عقارب الساعة من الواحدة، حيث قلت لصديقي: لتبقى أنت هنا ريثما أوقع دفتر الانصراف في الوزارة قبل موعده بثلاث ساعات تقليدا لباقي زملائي ثم أعود إليك...
و عندما أردت الخروج قابلت عند الباب فتاة فرنسية تتقدم شاب أصلع و قد لفتت انتباهي لأنها كانت تضحك بصوت مرتفع و كان كلاهما يحمل حقيبة حاسوب (كمبيوتر محمول) على منكبه.
لكنني و عند وصولي إلى الوزارة في حدود الثانية كانت خاوية إلا من ستة أشخاص: الوزير و الأمين العام و الكاتبة و صاحب الشاي و سائق الوزير بالإضافة إلى أشعب (أحد أفراد الحرس).
الوزير و الأمين العام و اللذين أغلقا عليهما مكتب الوزير - في اجتماع مغلق كما أخبرتنا كاتبة الوزير- و استطعنا من خلال الرائحة معرفة فحواه حيث فاحت رائحة وجبة السمك من ذلك المكتب، ، فأدرك الجميع أنه اجتماع لتناول الطعام بعيدا عن أعين باقي عمال الوزارة، لم أستغرب الأمر فتلك شنشنة التوزيع دأب عليها الوزير و أمينه العام.
شعرت بالجوع و أنا أقاوم إحباط الحصول على حقي في الحصول على فاتورة من شركة علمت من خلال محرك بحث عميق أنها نتاج زواج إفريقي صيني نتج عنه مولود يحمل إسم موريفال المالك الحقيقي لشركة الصينتل.
فجأة ظهر صديقي و الذي لم يرد لي السلام لشدة دهشته من روائح الطعام المنبعثة من مكتب الوزير و أمينه العام.
سألت صديقي: هل حُلت المسألة قال لي: لا لقد طلبوا مني العودة مرة أخرى إلى كارفور سيتى أسمار و تحديدا إلى شخص مسؤول عن الفواتير هناك إسمه محمد و عندما ذهبت إليهم قالوا لي بأن محمد في عطلة و أن هناك فتاة تؤدي عمله إسمها أتبيرة لكنها لم تحضر اليوم.
تساءلت في نفسي كيف لم تحضر أتبيرة إن كانت هي الوحيدة المخولة لحل مشكلتنا!
و بينما نحن نتجاذب أطراف الحديث إذ رن هاتفي...
كان الرقم 25002966 صوت شخص سوداني يقلد مدير الشركة و اتصل علي أنه المدير يريد معرفة أسباب طلبي للقاء المدير...
بعد أن شرحت له المشكلة من البداية و المعاملة السيئة لطاقم الشركة... التزم الصمت برهة ثم قال: طيب سنبحث عن حل لمشكلتك و سنعاود الاتصال بكم...
في اليوم الموالي قررت الاتصال على رقم مدير الشركة فلربما نسي قضيتي لكثرت مشاغله، فقد كنت مقتنعا أن السودانيين أصحاب عهود...
آلو سيدي المدير أنا من اتصلت بالشركة لأحصل على فاتورة...فجأة قاطعني صوت آخر ليس نفس الشخص الذي ادعى بأنه المدير... لكنني عرفت صاحب الصوت إنه صاحب الاستقبال الذي يصعب عليه التحدث بالعربية...
قال لي بالحسانية (إدورو يتاصلوا بيك)أي سيتصلون بك...
فأصبت بخيبة أمل حيث أدركت بأن مخادع صيني بلسان سوداني هو من كان يقلد المدير...
بعد أسبوع عدت إلى الشركة الأم (الصينتل) و التي وجدت فيها أحد الطلاب السابقيين في قسم الفلسفة بجامعة انواكشوط، فتساءلت في نفسي عن سر العلاقة بين الاتصالات و الفلسفة...
بادرت بتحية زميل سابق وجهه مألوف لي في كلية الآداب و اسمه محمد: السلام عليكم
رد علي بعد أن أزاح وجهه عني ربما لكي يوهمني بأن ليس هو نفس الشخص الذي يشغل الآن منصبا محترما في تلك الشركة المملوكة للسيد السوداني ولد فال الصيني الأصل.
هل بإمكانك مساعدتنا؟!
آه أنت من أصحاب الفواتير؟ تسائل الرجل.
قلت له : نعم أنا منهم
قال: مشكلتكم تتعلق بسكينة و التي قالت بأنها لم تستلم النقود و بالتالي لا تستطيع أن تعطيكم فواتير...
قلت له : أعلم هذا لكن نقودنا ذهبت إلى فرع من نفس شركتكم و لكنهم لا يمتلكون فواتير...
سألت سكينة: لماذا لا تتقين الله فينا و تعطينا فواتيرنا
قالت: إسمع سأصارحك كل الموجودين هنا يمكنهم انجاز الأمر لكنها مسؤولية لا أستطيع تحملها.
قلت لها: و هل زميلك محمد مخول لأن يعطينا فاتورة؟
قالت: أجل
عدت إلي زميلي محمد و طلبت منه إنجاز الفاتورة بعد أن ذكرته بأننا قد تخرجنا من نفس الجامعة و في نفس العام.
فقام بكل سهولة و سرعة بإنجاز الأمر.
و قد خرجت من عنده و أنا مذهول من قدرة الوساطة و ضرورتها لنيل و انجاز الحقوق المستحيلة في رمشة عين.
 ...(إنتظروني في الجزء الثالث و الأخير)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire