بقلم: الدد ولد الشيخ إبراهيم |
امتطى الفأر جوادا قائلا إني هنا ---- هابني الليث فإني سيد الغاب أنا
ولم تكمل الطرفة بقية القصة وهل استعاذ الفأر من الشيطان الرجيم و ترجل عن جواده أم لا...
تذكرت هذه الطرفة و أنا أتابع أفراد الكتيبة المدنية و هم يبنون حصنا لفخامته ضد الانقلابات و ضد زعيم المعارضة و ضد الشباب الذين تم تجاهلهم تماما، في مسرحية التطبيل والصراخ و التصفيق والتهريج و كأن المرابطين فتحوا الأندلس من جديد: خطب و تجاوز للدستور من جديد و تحصين لحكم العسكر الحالي، و رفض أي انقلاب جديد، و تكبيل لزعيم المعارضة و تكريس لقبضة الشيوخ و نثر بعض غبار حق المرأة و عقوبة جماعية لشريحة الشباب للراغبين في محاسبة المفسدين...إلى غير ذلك يا إلهي هل تمخض الأسد ليلد فأرا؟!
إن العقل عند أرسطو هو القدرة على إدراك الصور الكلية و الماهيات المجردة إدراكا مباشرا و صورة توحد بينه وبين جميع أفراد النوع. لهذا أجد نفسي مضطرا للقول أن الذين قاطعوا الحوار اللادستوري كان معهم الحق فخليط كبير من النخب المتثائبين سخرت لهم كل طاقات الدولة و من إعلام و تبريد و دعاية و وشاية... ثم في الختام يخرجون بمثل تلك النتائج الهزيلة! أعتقد بأننا لو استثمرنا كل تلك الطاقات التي بذلت في الهتافات و التصفيق الحار في مجال الترحيل لوفرنا لكل فقير قصرا و لكل مرحل مأوى و لكل مسجد مئذنة... إن مشهد الهتافات الكوميدية و التصفيق المتكلف ليعيد إلى الأذهان حقب خلت و قوم لا تزال أشباحهم تحكم موريتانيا الفساد بحرفية حربائية و طيف زئبقي متلون، فكل همهم تلك المناصب و المقاعد فما معنى معاقبة الأحزاب التي تساند الانقلابات أو التغييرات غير الدستورية و الجميع يرون الرئيس محمد ولد عبد العزيز يبتسم لهتافات مرتزقته الداعمين للانقلابات بلا حدود بعد أن تجاوز عتبة الحد من صلاحياته و انفراده بالقرارات و بالصفقات الاقتصادية!
ضحكت كثيرا و أنا أقرأ المادة الموالية من مهزلة الحوار الشهري و التي تقول: إن التغييرات السابقة يتم تجاوزها أما المستقبلية فسيلاحق أصحابها قانونيا. و كأن التاريخ بدأ مع هذا النظام الذي يحاولون تحصينه من حمى الانقلابات و يسعون بمنتهى النفاق لانقلاب آخر ضد زعيم المعارضة و الذي كان عليهم أن يحترموا له مساندته لهم في وقت الشدة أو وقت الحركة التصحيحية كما يقال. ثم لماذا يحرم الشباب من قيادة لجنة الاشراف على الانتخابات؟! و لماذا هو حكرا على من تجاوز الستين سنة؟! شيء غريب، في حوار الطرشان هذا، الذي أعطي للمرأة حقها و للشيوخ حقهم و للرئيس حقه، حيث شيدوا لأنفسهم حصنا ضد منافسة المستقلين و أحزاب الحقائب و اللافتات... لكن بأي حق يتم تجاوز الدستور الموريتاني و لماذا لا يكون لغير المتحاورين الحق في التحاور مع أنفسهم كما فعل أنصار النظام و يخرجون مسرحية أكثر إمتاعا من هذه المهزلة!
قد يكون البعض مرتاحا لنتائج الحوار على غرار رابطة الصحفيين الموريتانيين، ربما لأنها تحتاج إلى تلك المراجعة التي تم ذكرها في نتائج الاحتكار (الحوار)، كما أن للسيدات الحق في الارتياح لنتائجه التي تحفظ لهن 20 مقعدا و ممثلة للحزب في كل أربع دوائر انتخابية،... و نحن في هذه المناسبة نهنئ الشيوخ على احتكارهم للجنة الانتخابات... و نتوقع أن يرتاح غيرهم كثر لنتائج شهر الضياع و الصراخ و النوم، لكن يستحيل أن يرتاح الشباب لمثل ذلك الاحتكار كما يستحيل أن تقبل المعارضة بمحتواه مما يعني وفاة شيخوخة الحوار مبكرا و ضياع طوق النجاة بعد أن نجح الثوار في ليبيا في إنهاء حلم عودة الزعيم الروحي (ملك ملوك إفريقيا) .
فإلى أين تسير الأمور في ظل انسداد سياسي و جفاف خانق و أسعار ملتهبة ومحاولات عدة لخداع الممولين؟!
و ما الضامن أن ما تم التوصل إليه لن ينال مصير اتفاق داكار المهملة؟!!!
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire