vendredi 14 octobre 2011

هل تعلم أننا في وطن؟!






  من الغريب بل و من المدهش تلك التصرفات و الموافق الغريبة للسواد الأعظم من مسؤولي هذا النظام الموريتاني، الذين تزوجوا من حكم عسكري فقد عذريته بعد أن انكشف زيف تعهداته الوردية، و بعد أن أدرك الجميع أن محاربة الفقر كانت مجرد قناع كثيرا ما تبجح به أنصاره من مبايعي المجانين و أنصار العمائم السود و ممتهني الأسفار المكوكية و العقود العرفية السرية... فمتى يدرك هذا العسكر المدني أننا في وطن سني؟!
إنه لمن المؤسف تلك السرعة الزائدة التي نساق بها في وطننا نحو هاوية الخراب، فما إن فبركت مخابراتنا (الوطنية) نسختها الثانية من مسرحية التخريب حتى تلاحمت الهمم في شحن عواطف البسطاء للتصدي للغزو الأجنبي، و نصبوا أنفسهم للدفاع عن عرقنا الأبيض المهدد بالانقراض و التبخر، وعادة الذاكرة إلى الزمن الأسود حيث أبيحت دماء المسلمين في شهر الحرام و كممت أفواه العلماء ضد تلك الحوادث المؤسفة التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء و الكثير من الأرامل و الأيتام و الأموال... إن أسوء الوجوه وجه الحرب و أسوء وجوه الحرب هو وجه الحرب الأهلية العرقية المقيتة، لذلك فإنه على خبثاء الطبقة البيروقراطية أن يدركوا بأن المتضرر الأول و الأخير من مثل تلك المسارح هو الشعب الموريتاني و من السخافة الاعتقاد بأنها ستخدم رجل النظام الأول الذي يدهن جسمه بدم الشعب و يستنشق البخور الصيني و يستحم في حمام آل عاشورا...
لست من المشككين في أصل نيرون و لا من المستغربين من حاوياته و شاحناته و لا أرفض لتكبر أن تكبر و لا لفيصل القاسمي أن يلعب فينا اتجاهه المعاكس كما يشاء... لكن يستحيل أن أسامح من يحولون حُراس أمننا إلى كبريت و يطلون وجه المهرج كي يخفوا قسمات وجهه المخيف، فمن يصاب بأمراض جلدية عندما يلعب مع الأرانب عليه أن لا يجرب تروض أسود افريقيا و جراد الصحراء المهاجر...
لن أدافع عن أحد لكني أتمنى أن تشتعل حربا حقيقية على الكلمات المبهمة وعلى النفاق السياسي الذي من أجله يسفك المداد بدون جدوى، ويجز بالمظلوم في السجن، أريدها حربا حقيقية تستهدفني أولا و قبل الجميع إن كنت خائنا لوطني و لهذا الشعب الطيب. فليس بالنار وحدها يشتغل المحرك يا سادة الرئيس و البطن الجائع مل الشعارات العنترية الجوفاء، فلقد بدأنا نقرأ الفاتحة على روح الفقر و الجهل و التسول... حيث تبرعنا بمبلغ كبير وهبته حكومتنا المعطاءة ($20.000) لوكالة الأنروا لغوث اللاجئين الفلسطينيين، و مليون دولار للصومال في الوقت الذي يتظاهر فيه متسولونا و شبابنا العاطل عن العمل... أما الجهل فهو السمة الحميدة الوحيدة في موريتانيا حيث أننا بفضله لم نكتشف أية إصابة بمرض إنفلونزا الخنازير(العالمي) و لا إنفلونزا الطيور، كما أننا لم نستعن بخبراء أجانب حتى لا يكتشفوا فينا جنون العسكر و العياذ بالله، و لا حتى السموم الهائلة التي تخلفها شركات التنقيب و لكي لا يكتشفوا الدور الحقيقي لتجار المخدرات في بلادنا و علاقتهم بعساكر الصفقات المشبوهة...
كم أنا مغرم بخطاب سيدي الوزير فهو يجلي عن القلب الحزن و يمحق حَب الشباب، و يضفي نضارة على وجوه المسؤولين العاجزين المغلوبين على أمرهم، دمت سيدي الوزير فما النصر إلا من عند الله، و الشعب بخير و الحمد لله، سيدي الوزير تجنبوا الجزر فأسعاركم تجلد حكمكم و الفشل الذريع للمشاريع التنموية يطفوا على جلد أعوانكم و على ضفاف إحباط فقرائكم و الثورة -نسأل الله العافية - على عتبة أبوابكم فواصلوا مجاراة تلك الحركات العسكرية الموغلة في الغباء. و تبجحوا بحوار طرشانكم و حافظوا على موضة سيِداتكن اللائي يحرصن على زيارة إسبانيا و فرنسا و الإمارات العربية المتحدة... فبفضل تلك الزيارات لفخامتهن ازداد عدد المطلقات الراغبات في مجاراتهن في ظل الأزمة الاقتصادية الوطنية الخانقة، أشعر بالشفقة عليكم معالي الوزير فالأوامر لا تتوقف عنكم بالنهار رغم عجزكم عن تلبيتها تليها أوامر ليلية و تحكم يجبركم على السماح بأمور لا تتماشى و مكانتكم الرمزية الرفيعة...سيدي الوزير أنقل إليكم و من خلالكم إلى جميع قادة نظامكم رأي لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي: أحيانا تكون طريقتنا في التعامل مع الأخطاء أكبر من الخطأ نفسه...، سيدي الوزير إننا نعلم من خلال تجارب الآخرين أن مجاهدة النفس على التحرر من التدخل في شؤون الآخرين متعة في البداية لكنها مريحة في النهاية.
لك الله يا وطني الجميل الحاضن لآلاف الكبريت و الرافض لتحرير النفس التي حرم الله... لك الله يا شباب موريتانيا الحالم بتغير ينال من خلاله مكانته اللائقة للمشاركة في ظل حكومة الشيوخ المؤصدة في وجه كل الطاقات الشبابية المقتدرة...
فمتى يدرك سيدي القائد و أعوانه أننا في وطن مدني و لسنا في معهد لاستنساخ حقب الفساد العسكري المقيتة؟!!!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire