mardi 28 juin 2011

موريتانيا ليست للبيع


في علم النفس يطرحون بعض الأسئلة الفلسفية فمثلا يقولون: إذا كان ما يخرج من القلب يدخل القلب فكيف يستطيع البعض خداع الآخرين؟ فيرد عليهم البعض بأن الخداع يقع بسبب سوء الاختيار، فالخداع يقع لأن هناك قلوب بريئة و قلوب معدومة البراءة، الخداع يقع لأننا أحيانا نمنح ثقتنا لمن يقابلها بسوء النية...، و أنا أقرء بعض كتب علم النفس علني أفهم طبيعة بعض النخب الموريتانية قبل عامتهم تذكرت بعض الكلمات الجميلة: الفساد ، مكافحة المفسدين، مكافحة مخربي البلد، التصدي لنهب ثروات البلد... كلمات رمزية فضفاضة رائعة راحت ضحيتها شعوب بأسرها بكل براءة و في لحظة أمل أو حلم ضائع فهل كنا في غفلة أم تحت تأثير أفيون عميق؟  
      يعتقد الكثيرون بأن الفساد هو الرشوة والارتزاق من وراء الوظيفة العامة أو الاستيلاء على المال العام دون وجه حق، بمعنى أنه فساد مادي، ولكن الفساد ليس دوما ماديا بل يتمثل في المقام الأول في فساد الذمم والأخلاق والسكوت عن الحق وهو الأمر الذي يحول الفساد إلى آفة مجتمعية يمكنها في حال تفشيها وعدم محاربتها أن تتسبب في ضياع المنجز العام بأكمله. لذلك كنا سعداء بالسياسيين لأن السياسة –بحسب معلوماتنا المتواضعة-  هي القيام على الشيء بما يصلحه أي المفترض أن تكون الإجراءات والطرق وسائلها وغاياتها مشروعة فليست السياسة هي الغاية تبرر الوسيلة وليست فن الألعاب القذرة فهذا منطق المنافقين الانتهازيين.
 إذن ما دامت السياسة عندنا مغلوطة فسنركب الموجة و نصفق - هذه المرة - علنا نجد نصيبا على غرار الندماء:ألف مبروك انتهى الفساد و صار بإمكاننا التمتع بدولة الحرية و العدالة، صار بإمكاننا أن ننام بدون إرهاب، صار بإمكاننا التنقل بكل حرية بدون قيد أو شرط، صار بالإمكان التظاهر فالمادة العاشرة من دستورنا تحمي الجميع و بإمكان كتابنا أن يكتبوا كما يحلوا لهم ففجر الحرية انبلج، صار بإمكان الشباب أن يعملوا لأن ثرواتهم كثيرة و عددهم قليل و الحصول على تأشرة لدخول بلادهم شبه مستحيل، صار بإمكان الجميع الاطمئنان فثرواتهم مصانة و أرضهم يسودها العدل و جوامعنا تنافس كامبردج في أبحاث علم الجينات... إن نسيت خصلة تستحق الذكر فذكروني بها أيها المحرجون؟ 
الآن وبعد أن أفرغت ما في جعبتي من نفاق تماما كبعض أفراد الكتيبة البرلمانية الذين تنفسوا الصعداء بخروجهم من جلسة النفاق و بيع الأوطان، و بعد أن ساد الارتباك مواقف الحكومة التي سارعت إلى الحلقة الأكثر إزعاجا –شباب 25 فبراير- لتزج ببعضهم في السجن رغم أنهم تصرفوا بطريقة ديمقراطية حضرية مسؤولة - تحدث في العالم بأسره دون أن يكون لها أي ضرر-  سأترك الخشبة لغيري من المسرحيين الراغبين في التعيين، فبقدر نيل رضى الرئيس ينال التنصيب و العكس صحيح، تلك القاعدة الطائعية التي جلبنا عليها...
إتفاقية الصيد ليست سيئة قالها أحد طلابنا في المغرب فالتقطها أحد الموقع الموريتانية ليجعل منه خبيرا اقتصاديا  يستدل بتجربته الشخصية على نزاهة اتفاقية المحاصصة فالصين تحترم الاتفاقيات: لكننا لا نتعامل مع حكومتهم بل مع شركة مجهولة، و تجربةSIMA  الصينية التي بيعت لشركة SIPA أفسدت المسرحية  حيث أن نهاية هذه الشركة كانت دراماتيكية عام 1998 حيث هرب الأسطول الصيني الذي يتشكل من 9 سفن صيد كبيرة مع حمولة صيدها لـ 3 أشهر، حيث "دبر الصينيون عملية الهروب بإحكام وجهزوا كل شيء لأجل أن يختفوا ويتواروا عن الأنظار تحت جنح الظلام الدامس. هذا ما نسيه  أو تناساه كتابنا  ضمن تجربتهم في شاهداتهم على العصر.
 لكنه الشعور بالحرج بعد سقوط القناع عن وجوه سمامرتنا بقيادة زعيمهم ابن بطوطة، فهل في الوجوه قطرة دم بعد الاستدراكات التي لن تشفع لأصحابها و التي غالبا ما تشكل خاتمة لدى جل كلماتهم المتسقة؟  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire