mercredi 27 avril 2011

عندما ينهار الضمير


عندما ينهار الضمير

خوِفونا بما شئتم، بالفوضى بالزنوج و بثورة العبيد و أطماع الدول المجاورة... لكننا نرجوكم لا تجبرونا على الركوع لصنم الفساد مقابل الحصول على هدوء يصاحبه الجهل و الفقر و النهب والأمراض... خوِفونا بما شئتم، لكن لا تجعلونا  نصفكم بالعنصريين الرافضين لغير بني جلدتهم، فنحن شباب موريتانيا البطالة، نحن شباب الفقر و الجوع و رئيسنا – رئيس الفقراء- لم يشأ لنا التوظيف، لكننا نقولها للتبسيط فقط: نحن الشباب بالنسبة للبلد كالبنزين بالنسبة للمحرك حضرة الميكانيكي، أجساد الثائرين تقاوم أشعة الشمس الحارقة في ساحة الحرية لأنكم حضرة المحترم منعتموهم من خيام يستظلون بها، و قمتم بإحدى صولاتكم التاريخية و الناس نيام. لقد درسنا في الفيزياء أن الاحتكاك يولد الحرارة ، كما علمونا المثل الإسباني القائل: أنظر حولك قبل أن تعبر الشارع. فنحن ناضجون سيدي و تعلمنا من المحن أن نتصرف بوعي و نتمنى أن يتصرف الجميع مثلنا، سيادة القائد نحن شباب الثورة نرفض التهميش و التعطيل كي لا يقودنا إلى الإرهاب. فلماذا نلام؟
  كان بين صفوفنا شبابا قرروا الرحيل لأننا نعيش في وطن طارد لغير الميكانيكيين و محترفي الصفقات المشبوهة. فالدولة في ورشة وهمية و الأسعار لا ترحم المساكين و الدكاكين الهزلية كانت دعما لعرق معين رغم أن كارثة الأسعار سحقت الجميع بيضا و سودا. كل شيء فيك يا وطني يدعوا للنفور، فالتلفزة الموريتانية – المحتكرة- تفتح برامجها لمن يصفقون عند ذكر اسم الرئيس، أما أخبارها فلا تسر الناظرين: لاشيء في الأفق يبشر الموريتانيين بالخير، مجرد لقاء قديم جمع الوزير الأول مع سفير لإحدى الدول الشقيقة و خبر ثاني لإحدى الجولات المكوكية لمأمون قائد الثورة و ملك ملوك إفريقيا فلماذا تصفقون؟!!!
 أيها الشعراء المادحون أبشروا فابن العم فاشل حيث لا مشروع و لا تدشين، لا ابتكار و لا إنجاز فلماذا تمدحون؟!!!
 يقولون أن بلدنا ليس كمصر أو تونس... سبحان الله كم أنتم صادقون فنحن أسوء منهم حالا و أضنى منهم معيشة و أقل منهم شعبا و أكثر منهم لصوصا. فهم تعلموا الأدب في مدارسهم و نحن تعلمنا الأدب في أرزاقنا، أيلوموننا لأنا نقول نحن فقراء مخدوعون!!!، نحن محبطون، نحن خريجون معطلون، لقد مللنا الوقوف طوابير في مستشفيات السنغال، مللنا نهبكم النهم لجبالنا، لبحارنا، لتاريخنا...
مللنا حراسة فرنسا و الحرب بالنيابة كما أصابنا الزكام من شدة رائحة عباءة الملك النتنة، نحن الشباب نقولها صراحة مللنا الركوع و السجود خلف شيوخ القبة المتثائبين، أتعبنا السير خلف التخلف و التضليل، و لأننا أحرار فقد قررنا عدم الرحيل، لقد تعلمنا بعد نجاحكم أمرا مهما وهو أن من يريد محاربة الفساد فعليه أن يقوم بتعيين المفسدين سفراء و مدراء و في مراكز مرموقة، تعلمنا كذلك أن التخبط و الارتجال يقود إلى الفشل كحال  المغفور لها وزارة الشؤون الإفريقية، و وزارة التهذيب، تعلمنا منكم أن المجرم المغضوب عليه يتحول بقدرة القادر من سجين خلف القضبان إلى ضيف مرحب به تفتح له أبواب القصر الرمادي لمجرد أنه ركع مع الراكعين لغير رب العالمين.
أيها المحامي المرموق أحببناك مكافحا يبر يمنه في سبيل الوقوف مع الحق، فلا تشوه تاريخك الذي لم يعد لك وحدك أو على الأقل دعك شامخا على الأقل في مخيلتنا و مخيلات الأجيال اللاحقة, فنحن نرفض التصنع و لا نقبل التضليل، و نهيب بمثلك  أن يتجنب المدح و التطبيل,
أيها الموظف الشريف لماذا تصمت على النهب ألا تعلم أن الله يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور؟!!!
أيها الفقير هل تقبل الجوع و بحرك ثري بالأسماك و أبناؤك لا يجدون ما يأكلون! و جبالك تنهب باتفاقيات مجحفة (3 في المائة لموريتانيا)!!!، هل نسكت و نصف رجالنا يقاسون و يعانون في أفريقيا و أوربا و الخليج ليبعثوا لذويهم بأموال لا تكفي لسد رمقهم في ظل أسعار مشتعلة و حكومة ترفض رفع الجمركة عنها و جعلها على التبغ و السجائر.
ألف مبروك لكم أيها الثوار فبفضلكم عاد غيفارا رافضا هضم الفقراء بعدما عاد الاستعمار في أبشع وجوهه و بعدما انهار الضمير. شكرا لجميع الشهداء الذين جعلونا نفتخر بالسقوط مثلهم دفاعا عن الأوطان، و علمونا أن لحريتنا ثمن علينا الاستعداد لدفعه، كما علمونا أن الحق أحق أن يتبع بعد أن صار الرب لاهيا خارج الحدود، و بعدما صار الحر بين سياط التخوين و التخويف، فتوقفوا عن لومنا أيها الأحبة، فكل ما أردناه وطننا يكون لنا حضنا و يمنحنا قائدا يخدم الشعب و ليس قائدا يحتقر الشعب، كل ما نريده عملا و علاجا، كل ما نريده قانونا يحمينا و أرضا تجعلنا نرفع رؤوسنا عاليا  لنقول بكل فخر: نحن أبناء موريتانيا .
فالشعب يريد إنشاء النظام، و الحكم يريد إن شاء النظام.
تحياتي و عشقي لمحبي الحرية على ربوع موريتانيا الحبيبة.
  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire