هنا سأخصص تدوينة صغيرة حول رأيي في احتفال المنسقية الذي كانت تزمع عقده يوم أمس، فالعدد كان عادي جدا، وهو ما يعكس الاتكالية التي طبعة تعاطي المنسقية مع الحدث، وهذا من الأخطاء الجمة التي سجلت ضد منسقية المعارضة الديمقراطية.
فبرأيي على منسقية المعارضة أن تدرك أن السياسة هي : فنّ الممكن، ولا تخضع لعاطفة مؤقتة، ولا لمصلحة شخصية، بل هي براغماتية، نفعية أشمل، تُبنى على أسس راسخة من خلال ثغرات الآخَر... لذلك عليها أن تسد مكامن الخلل في تصرفاتها وبياناتها ونشر أخبارها.
فمن أخطاء المنسقية أنها كالخيمة: مفتوحة الجوانب تتطاير أخبارها عند انتهاء كل اجتماع لها بل أحيانا قبل انتهاء زعمائها من الاجتماع، وهذا خطأ فادح، فعند المصارعة تجب حماية الجسد من الطعنات المباغتة.
إن من أخطاء المنسقية كذلك أنها تناولت فطور الثورة والرحيل وتغدت بالخنوع "المسؤول" ولا تدري -حتى الآن- أي عشاء ينتظرها...
هل لدى أحدكم أيها الأحبة جوابا حول ماهي ردة فعل المنسقية لو أن الشرطة لم تقترب من مخيمها يوم أمس، وتركت الرؤساء يحضرون أمام أعداد قليلة من أنصارهم وفي ساحة ضخمة كساحة ابن عباس؟ طبعا كان سيكون عرضا احتفاليا "فلكلوريا" بامتياز.
لقد انقذت الشرطة المنسقية عندما تهاونت في التعبئة لمخيمها يوم أمس وضيعت الشرطة فرصة نادرة لأنصار الانقلابي للسخرية من المنسقية، مثلما فعلوا سابقا مع ليلة الغدر الباردة.
على المعارضة أن تشكل لجنة لوضع خطة مدتها عام تطرح من خلالها الآلية التي يجب القيام بها بعد عودة الرئيس ونقاط الضعف الكثيرة التي تطبع سياسة الرئيس الإقتصادية والأمنية. ماذا ستفعل المنسقية في حال دخول موريتانيا للحرب في مالي؟ وكذلك عليها أن تركز بشكل أكثر على سياستها الخارجية وعلى الإعلام أيضا لتعويض السياسة الداخلية واحتكار النظام للإعلام الرسمي العمومي، وأن تطرح الأفعال بدلا من ردات الأفعال، وأن تعبئ أنصارها للتضحية، فلكل ثورة ثمن، ومن ليس مستعدا للموت هذه اللحظة قبل غد من أجل قضيته فمن الأحسن له التخلي عنها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire