jeudi 26 janvier 2012

ولد" البوعزيزي حر مقدمًا"


ملاحظة: (هذا المقال نشرته قبل إطلاق سراح إبن الرئيس)

غريب أنت يا وطنَ المفعول به، كل شيء فيك يُسير بدهاء مضحك: الفتوى و البيانات و الصفقات و السياسات الخارجية و مكافحة التصحر و فساد العائلة الطرابلسية و حتى قصص المخابرات التي لا تزال عاجزة عن حبك قصة تقدم بها البراءة لبطل هولييود ...
شائعات أفراد الأمن فشلت في طمس المعالم الحقيقة لغزوة بدر، و تحول المخبر إلى مسؤول أمني رفيع المستوى، تستشهد المواقع بتصريحاته الزائفة في حق ضحية بين الحياة و الموت، حيث أكد خميس القذافي أنه بريء من الحادثة، ليأتي خبر آخر من موقع تابع .. يؤكد أن لا علاقة لخميس القذافي بالأمر. و ذهبت أغبى التلفيقات إلى أن الجاني كان ينظف مسدسه و أن رصاصة طائشة انطلقت منه عن غير قصد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه أيعقل أن ينظف شخص مسدسه ليلا في الطريق؟! و لماذا - مادمنا في خطر- لا يحصل باقي الشعب على أسلحة ليؤمنوا حياتهم؟!
شخصيا لم أستغرب من ردات فعل بعض أذيال الجنرال، فعندما نزل البعض إلى الساحة المغتصبة (ابلوكات)، تم إنزال إليها صفوان و عكرمة للبلطجة و التشويش ، و بعد كل بيان للمعارضة لابد من بيان للموالاة، و بعد أن أقدم بعض الشباب على إنشاء حركة 25 فبراير للتخلص من حكم العسكر سارع البعض إلى استنساخ حراك للجنرال الثائر من الخيمة من البادية لمجابهة تلك الحركة...و عندما وقف بعض العلماء بفتواهم إلى جانب الشعوب المضطهدة (كعلماء الأزهر: الذين قالوا إن خلع الرئيس التونسى جائز شرعاً.. وإذا استشرى الفساد وجب الخروج على الحاكم) كانت التلفزة مجبرة على البحث عن فتوى مضادة و عندما أكد البعض أن الشباب يريد، رد عليهم آخرون بأن الشباب يقترح... و هكذا دواليك.
واصلوا التضليل و الأكاذيب فنحن شعب بعيد من الأحداث بعيد من صنع القرار، لكن و الحمد لله لسنا أغبياء و المحجة لا تزال بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، و الفساد ذكره القرآن (المحفوظ) و ذكر الإفساد وهو فعل خافت منه الملائكة في قوله تعالى: ((و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال إني أعلم مالا تعلمون)). كما ذكر القرآن أن كُل تولٍ عن الحق إفساد ((فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين)) أما المرتبة الثانية من الإفساد فهي ما يلحق بالذرية: ((إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً)) صدق الله العظيم...
تحية لثائرنا البوعزيزي ناصر الطغاة: حيث عاضد لوران كباكبو في ساحل العاج حتى تم جلبه من عنقه إلى محكمة لاهاي ليتخلى عنه على غرار آخرين، ليقوم بمناصرة القذافي (ناصر الانقلابيين) إلى أن سُل من جبه إلى حتفه. ليتوجه الدعم هذه المرة إلى سفاح اليمن (طالح) و أبو رقبة السوري... البوعزيزي رجل التناقض بامتياز، دافع عن الطغاة حتى الثمالة و لما عرف أن هذا عصر الشعوب حاول تضليلهم بثورته الوهمية، دافع عن الرهائن الغربيين في مالي و تخلى عن الدركي الموريتاني المختطف المختار ولد أعل، كما ألقى خطابه في قصر المؤتمرات حول محاربة العنف و التطرف في نفس اليوم الذي حملت فيه فتاة إلى المغرب ضحية الجريمة التي هزت المجتمع الموريتاني و التي ارتكبها نجله أو شبيحته المرافقة.
لك الله يا شعب موريتانيا الطيب... هنا نواكشوط حيث نائب يرشى بخمسين مليون أوقية و بتعيين شقيق له مقابل تملقه للحاكم، وهناك من يصفنا على الهواء بالدويلة و لا وازع يثنيه عن إهانته و هناك من يريدنا أن نهذب ألفاظنا كيف ذلك أيها المحترم!!!
تقارير مخيفة تحاصرنا عن جفاف قادم، و وحدة مهددة بفضل سياسة التخويف و التخوين. و طلاب يعانون في الغربة زادهم الإحساس بالتهميش و بعدم جدوائية التحصيل العلمي في وطن لا تعني فيه الشهادة العلمية الشيء الكثير. فقر هنا يشيب له الولدان و شباب مات فيهم الحس الوطني بفضل التوجهات النيرة لصاحب السمو قائد الثورة.
إعلامنا (رحمه الله) يعطي تبرئة لمتهم قبل أن يتم إلقاء القبض عليه أو حتى التحقيق معه، و من تابع من خلاله ما سمي بغزوة بدر يدرك مدى تحكم المخابرات و قدرتها على مغالطة الرأي العام و المقيمين عليه، الذين يُمعنون في التستر على مصادر معلوماتهم - وهذا من حقهم- إلا أن من حقنا نحن أيضا - كقراء- أن لا يكذبوا علينا. و يمكننا القول أن أغلب وسائل الإعلام المستقلة لدينا تابعة لكل من المغرب و الجزائر و سوريا و الغنوشي و مدغشقر بحسب ما وصلنا من مصدر موثوق (عادي المستوى)...
من الطبيعي أن يجز بعض المحللين الغربيين عن تصنيف الديمقراطية و الحرية العسكرية الموريتانية، فنحن لا نطبق الديمقراطية المباشرة أو الديمقراطية النقية كما تسمى و لا نطبق الديمقراطية النيابية الحميدة. أما "الحرية" فرغم أن الإسلام جعلها حقاً من الحقوق الطبيعية للإنسان، فلا قيمة لحياة الإنسان بدون الحرية، و التي حين يفقدها المرء، يموت داخلياً، و إن كان في الظاهر يعيش ويأكل و يشرب، ويعمل ويسعى في الأرض. ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن "الحرية" أن جعل السبيل إلى إدراك وجود الله تعالى هو العقل الحر، الذي لا ينتظر الإيمان بوجوده بتأثير قوى خارجية، كالخوارق والمعجزات ونحوها قال تعالى:((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي )). و الحمد لله على نعمت العقل و التي من خلالها أصبح وجه الدكتاتور مكشوفا بعد أن قتل لهيب النهب، تلك الشجيرات المحيطة بالعاصمة السياسية، و على باقي المناطق النائية مراعات فارق التوقيت.
دمتم مخْلصين مخَلصين للوطن...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire