samedi 7 janvier 2012

أيوب الموريتاني يطالب بالثورة على الاهانة 1 /3


بقلم: الدد ولد الشيخ إبراهيم

كاد قلب الشاب أيوب الموريتاني أن يتوقف من الفرح أثناء قراءته للخبر، بعد أن علم متأخرا بعملية اكتتاب ستجريها الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة لكن، و أثناء غوصه في تفاصيل الإعلان المثير انخفض منسوب فرحته، حيث علم أن هناك شرط جديد لم يسبق له أن سمع به ألا وهو إحضار الرقم الوطني للتعريف الجديد (السجل الوطني البيومتري)، و هي كلمة احتاج مساعدة غيره ليفهم ما معناها، حيث قاده حظه العاثر إلى هذا الإعلان منشورا في أحد مواقعنا الوطنية (الفرنسية)، و الذي لم يفهمه جيدا...
قرر أيوب الموريتاني أن يخوض غمار المشاركة في مسابقة تقف كل عوائق الدنيا في وجه احتمال أن يكون واحدا من الناجحين فيها، فلا هو ابن عسكري رفيع المستوى و لا ابن سياسي مرفوع المستوى و لم يسبق له أن زار بلجيكا... بل هو يتيم الأب يعيش من كد والدته المجاهدة في سبيل الله، لذلك قرر أن يبحث عن رقمه -البيوصوتي- الجديد. لذلك بدأ مشواره بزيارة لحاكم مقاطعته بعرفات، و كانت الساعة تشير إلى تمام الحادية عشرة حيث أكدوا له هناك أن الأمر في غاية البساطة - تماما مثلما سمعنا في وسائل إعلامنا الرسمية- مجرد اجراءات تبدأ بإحصاء والدته أما بخصوص والده - رحمه الله – فأمره في غاية البساطة عليه بإعداد طلب ثم التوجه به إلى القاضي بصحبة شاهدين فيحصل على شهادة الوفاة ثم يتوجه بها مع احصاء والدتك نحو مكتب الإحصاء ليتم إحصاؤه هو و ينتهي الأمر.

انطلق أيوب الموريتاني مستبشرا بمعرفته بالخطوات التي عليه القيام بهن للحصول على رقمه البيومتري كي يتسنى له وضع ملف ترشحه قبل أن تغلق الوكالة أبوابها. فاتجه نحو مكتب الاحصاء ليعرف الأوراق التي على والدته العجوز أن تصحبها معها غدا لكنه صدم بحجم الازدحام عند مكتب الإحصاء حيث أكد له أحد الشباب الجالسين في طابور الانتظار الطويل بأنه في الطابور منذ يوم الأمس، فالتفت أيوب الموريتاني يمينا فإذا هناك الكثير من العجائز يلتصقن بالجدران ليستفئن بظلاها بعد أن لفحت ألسنة الشمس الحارقة أجسامهن الجافة. فقال في نفسه: ما كل هذه الإهانة لماذا لا يكون في كل مقاطعة 20 مكتبا للإحصاء؟! ثم غادر المكان عائدا إلى منزل والدته العجوز (خديجة).

في المنزل بدأ أيوب الموريتاني يحضر أوراقه في انتظار عودة والدته التي غادرت المنزل – كعادتها كل صباح – إلى مصدر رزقها المتواضع (طاولة تبيع عليها في السوق)، و لما جن الليل حضرت العجوز متثاقلة الخطوات محملة بأكياس فيها القليل من السكر و بعض البرتقال و الوهن. فأسرع أيوب بتقديم الشراب لها تمهيدا لإبلاغها بتغيير مسار رحلتها يومية، غدا لتتجه صوب الاحصاء...
بالتأكيد سأذهب باكرا: هذا كان جواب العجوز خديجة بعد أن شرح لها ما ذا يريد منها، و بعد أن أبلغها بما عليها القيام به.
قال أيوب الموريتاني لوالدته: إذن معناه أن عليك أن تعدي الشاي لنفسك فأنا سأذهب بعد قليل.

و ما إن غسل الفتى يديه من العشاء حتى انطلق إلى مكتب قاضي عرفات لأنه يريد أن يكون أول الداخلين عليه يوم غد كي يكسب الوقت من جهة و لكي يعد شهادة وفاة لوالده رحمه الله، فاتصل بالشهود (شقيقه من الأم و ابن عمه) الذين أخذ أرقام هواتفهم و أبلغهم بأنه سيتصل عليهم يوم غد كي يحضروا أمام القاضي ليدلوا بشهادتهم أمامه.

انتظرونا في الجزء الثاني...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire