jeudi 1 septembre 2011

ليبيا و الجزائر صرع الدكتاتوريات و جاهزية العقوبات




سبحان الله، من نفس الرحم ولدوا و لنفس الدكتاتور يسجدون، ففخامته  و سمو نظامه القمعي لم يشفعا له من الفرار بعد أن حطم تاريخه الذي حرص على تشييده  ليفقده بكل غباء و ذلك باعتماده على الأحزاب و الإعلاميين المجندين كطحالب بشرية تقتات على لعق دماء المعذبين الكادحين في وطننا العربي، و الذين كانوا يمجدونه و يسبحون بحمد كتابه الأخضر و كتاباته و عدله و دينه و كرمه - من مال شعبه المغتصب - و إشباع نزواته العارمة  فدافعوا باستماتة عن مصدر رزقهم بإغداق السب و التخوين للشعوب و فبركة التضليل الإعلامي المريض... و عند ساعة الحسم أداروا وجوهه دون استحياء و أقسموا بأنهم لغير الله ما سجدوا و بأنهم كانوا حياديين كالميزان. فمن سيصدقكم اليوم أيها الضالون المضلِلون الهاربون؟!   لا أحد يعلم مقدار سعادتنا فالدكتاتوريون يبكون و يكتئبون،  و العقيد قرأ على شعبه خطابه التاريخي بعد خروج أول مظاهرة تطالب بالحرية و الإصلاح و عليكم أن تحكموا عليه بأنفسكم من خلال خطابه إن كان يستحق فعلا أن يطاح به و بنظامه المستجير بالجزائر و إليكم ذلك الخطاب: (( أبنائي الأعزاء بناتي العزيزات أيها الشعب الليبي الطيب. تهون المصائب و الشدائد و لا تهون قطرة دم أو صرخة مظلوم أو دمعة يتيم منكم أيها الأحبة الكرام، يا أحفاد عمر المختار  يا هازمي الطليان أحيي فيكم حبكم للوطن و حرصكم عليه و حبكم للتحرر و أعلن أمامكم التخلي عن منصبي هذا، لأنني أمقت قائدا يقتل أبناءه، و يفرض نفسه على شعبه و أرجوا من الله أن يعينكم في اختيار من ترضونه من بعدي ليتولى تدبير شؤون البلاد. أيها الشعب الليبي المجاهد، لقد حكمتكم لمدة اثنتان و أربعون سنة و كما تعرفون لكل جواد كبوة و لكل عالم هفوة، و سبحان من لا يخطئ ، لقد اجتهدت و أتمنى منكم الصفح في التقصير، أيها الشعب المسالم لقد كنت فيكم قائدا لثورة و اليوم أريد منكم أن تمنحوني فرصة تنظيم انتخابات نزيهة و لن أكون من بين مرشحيها  وذلك حرصا على النزاهة و أمن ليبيا الحبيبة و ثرواتها و صونا لدماء أبنائها، عاشت ليبيا حرة، و الله و ليبيا و الشعب و بس و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته)). لو أن العقيد كان حكيما و وجه مثل هذا الخطاب لشعبه لصان دمائهم و أفسد على الغرب فرصة التدخل و أبقى على نفسه رمزا تاريخيا يتشرف الجميع باستضافته  لتقديم دروس في التضحية من أجل الأوطان و لأبقى على  صورة حكمه كمثال ومعيار للمقارنة مع ما يأتي من بعده من أحكام و لكان سيشكل ملجأ لكل المحبطين من فشل التغيير السلمي... أما وصفه لشعبه بنعوت أستحي من تريديها لأنها لا تليق بالبشر فنتيجته هي ما حل بليبيا و بحكمه المنهار ثم إن ردت فعل الشعب الليبي و المجتمع الدولي على مثل هذا الخطاب – الافتراضي- كانت ستكون مختلفة تماما، و ما كنا شاهدنا مسلسل القتل و التشريد و التخريب في ليبيا الشقيقة.    إن عقوبات الغرب جاهزة وله كامل الحق في البحث عن مصالحه، كما أن لنا نفس الحق في صده عندما تقوده مصالحه لتدميرنا و تدمير أرزاقنا، لكن بيننا كبشر مجموعة قيم أخلاقية و إنسانية مشتركة يجب أن يتم تفعيلها بالتوازي مع احترام المواثيق و الاتفاقيات المشتركة بيننا تلك سنة حميدة و في سبيلها فاليتنافس المتنافسون، ثم إنه مخطئ من يقول إن الناتو يتدخل لحماية الشعب الليبي فقط, فالكعكة الليبية مغرية و في قادم الأيام ستتكشف الأمور على غرار غزو عراق و من الغباء أن يأخذ البعض على جنرالات الجزائر فتح أذرعهم على مصراعيها لاستقبال السفاح معمر القذافي و أسرته بعد دعم عسكري و إمداد بقوافل المرتزقة الذين عجزوا عن مجابهة شعب يريد الحرية و يتوق – مثلنا- إلى التخلص من الدكتاتورية و الجهل و تهريب ثرواته إلى الخارج، لأن حكم الجنرالات في كل من الجزائر و موريتانيا يكره الثورات و يخاف انتقال عدواها التي يبدوا أن إصابتها لهم مسألة وقت فقط.  قد يتساءل البعض عن سبب التحامل على الجزائر و التي تجير عائلة القذافي من باب كرم الأخلاق و إجارة المستجير و من باب الخوف على تلك العائلة من الانتقام...إلخ إلا أننا نحمد الله لأنه لا تزال في قلوب حكام العرب - الجاثمين على البراكين -  بقية أخلاق و شيء من النخوة و الكرم العربيين، لكن لنضع أنفسنا مكان الجزائر و لنتجرد من أطماعنا في الثروات المهربة الهائلة و التي يحملها القذافي و عائلته معهم، و لننظر إلى القضية من زاوية أخرى: إن أي منا لو دخل عليه جاره مستجيرا فلا بد من أنه سيجيره، لكن عندما يكون هذا الجار سفاحا تلطخت أياديه بدماء شعب بأسره و تكشفت عورات أفعاله المقيتة، ساعتها عليه التريث و تفعيل القانون، فمن المخجل أن يقوم أحفاد الثوار و الشهداء في الجزائر، بمد يد العون لسفاح يقلد ما فعلته فرنسا بالشعب الجزائري الثائر و يبيد شعبه لمجرد أنه يريد الخلود في الحكم!      طوبا لكم أيها الأحرار فربيع الثورات العربية هاهو يقترب منكم يا أحفاد عبد القادر، و بهذه المناسبة ننصح المخابرات الجزائرية التي تعمل على قدم و ساق للتصدي لبركان ثورة الشباب الذي سينطلق في السابع عشر من سبتمبرالجاري بأن لا تمعن في العنف و أن تراجع سياساتها لأن تاريخ الشعب الجزائري لا يسمح له بالركوع لغير رب العالمين و الجيش الجزائري قادر على إنجاب أبطال مثل الشهيد البطل العقيد الطيب الجغلالى و الدكتور بن زرجب و غيرهما.  فهل سيتعظ  الرئيس بوتفليق و ينقذ نفسه و حكمه من ورطة القذافي أم أن دوره في الرحيل إلى دول الخليج (مكب حكام العرب)  – كما يصفهم الكاتب عبد الباري عطوان- قد حان؟!    

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire