mardi 10 mai 2011

شباب 25 من فبراير قمم تثلج الصدور

العفوية و الوطنية تجريان في عروقهم مجرى الدم، كانوا أسيادا يرفعون أعلام الوطن المنهوب، تحدوا نظرة المجتمع المغلوب على أمره و كسروا مقولة ورثوها كابر عن كابر بأن الدولة لا تعارض، و بأن لولي الأمر الحق كل الحق في اغتصاب الشمس و وأد الهواء، و قمع الجميع، قال الأمن إنهم عنصريون فقال الواقع لا لقد رفعوا لا فتاتهم و عليها كتبوا لا للعنصرية و لا للعبودية. قال الأمن إنهم أطفال سندعوهم يلعبون، لكن أرقام المحتجين ازدادت فأرعبت المراقب الجالس خلف الكاميرات المنصوبة، حينها قال الأمن إن ما ترونهم من أعواننا المندسين في كل مكان، بين المنادين بفساد سيادة الرئيس و حكومته، و المعترفين بعجزهما عن تحقيق ما وعدا به الفقراء المرحلين نحو الفلات.
 شكرا لكم أيها الجبال فبفضلكم ولد الأمل في وطن يحمي الجميع دون استثناء، بفضلكم صار الحديث ممكنا و تنفس المغلوبون على أمرهم الصعداء، رغم الهزل الذي قابلكم به المطبلون المتسائلون لماذا تثورون؟
 كنتم روعة في الوطنية و شعاراتكم كانت مقنعة لدرجة أخرصت المنافقين اللذين ثاروا في أحلامهم عام 2008 ضد أقنعتهم القديمة، بفضلكم أيها الأحرار اعترف الخائن بأن درجات الحرارة مرتفعة و بأنه لا بد للرحيل من نهار، بعد أن أثبت الشيوخ أن تهميش الشباب أصبح من الماضي و بأنه لا دخان بدون نار. كنتم قمما رغم أنف الضغيان ، كنتم أحبتي أحرارا لا سبيل لإخماد صوتكم، و لا سبيل لجركم لنهب البنوك التي قدموها لكم على طبق من ذهب كي تسير ثورتكم إلى غير مجراها، كنت معكم وتقاسمنا البرد في ليلة ( ليلة اعتصام أمام مفوضية الشرطة) لا تضاهيها عندي ليلة،تقاسمنا بإنصاف رائحة مسيلات الدموع فكنتم أبطالا و مسؤولين رافضين التكسير و التخريب و مقابلة العنف بالعنف و قدمتم دروسا للجميع في التحضر و التحلي بالأخلاق.
كانوا يخالونكم صبية يمكن للمستشار التلاعب بكم كما فعل بالفقراء المرحلين و اللذين باستمرار الوعود و المواعيد سيعجزون عن مواصلة الحضور و الاعتصام، فكنتم لهم بالمرصاد في جميع الوقفات التي عبرت فيها حناجركم بتلك المطالب المشروعة التي عجز الخائنون عن انتقادها.
ألف تحية لكم أيها الأحبة، فالمفردات تداخلت و أسميت الأشياء بغير أسمائها، حيث غاب اسم الخائن و حل مكانه اسم المفسد في تجميل مفضوح لصاحب الجرم المنبوذ، فبيع الوطن خيانة، و بيع جوازات السفر للأجانب خيانة، و سرقة المال العام خيانة و خيانة الأمانة خيانة، و قبول الإهانة خيانة، و بيع الأدوية المزورة خيانة، و إهداء الصفقات بغير مناقصات خيانة، و سكوت المحامي على انتهاك القانون خيانة، و صمت الموظف عن سرقت رئيس العمل للميزانية خيانة، و النفاق خيانة... لم يستطيعوا أن يلفقوا لكم خيانة واحدة لأنكم طاهرون، و لأنكم لا تؤمنون إلا بالله و الوطن للجميع. لقد علمتمونا من خلال كفاحكم المتحضر أن القانون ينبغي أن يكون بين الجميع و أن لا يبقى فوقهم فقط.
فتحية تقدير لكم من شاب يهوى تقبيل الهامات المرتفعة، تماما كما يهوى مصافحة الأيادي الناصعة.

الدد ولد الشيخ إبراهيم
مترجم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire